مخاوف من ذوبان هوية مسلمي رومانيا

يقدر عدد المسلمين في رومانيا حاليا بنحو مئة ألف نسمة، وعلى الرغم من التزام بوخارست بحقوق الأقليات والحريات الدينية منذ سقوط الشيوعية فإن التخوف من ذوبان الهوية الإسلامية أصبح من أهم التحديات هناك.

ويوجد في إقليم دوبروجا جنوبي رومانيا على البحر الأسود -والذي حكمته الدولة العثمانية لمئات السنين- نحو ثمانين مسجدا والعديد من الآثار الإسلامية الأخرى.

وفي مدينة كونستانتس الساحلية التي توصف بعاصمة مسلمي رومانيا لا تمنع المساجد في هذه المدينة ذات الأغلبية المسيحية من أن تصدح بالآذان في سمائها بل إن جزءا كبيرا من هذه المساجد تحت حماية مؤسسة الآثار الرومانية.

غير أن جامع هونكار التاريخي مغلق منذ فترة ليس بأمر من السلطات هنا بل لعدم وجود مصلين حاله كحال معظم مساجد رومانيا التي بالكاد تفتح لإقامة صلاة الجمعة.

ويقول مفتي رومانيا مراد يوسف إن أئمة المساجد يتقاضون مبلغ مئتي يورو شهريا وهو مبلغ لا يكفي لإعالة أسرة، مشيرا إلى أنه لا يلزم الأئمة بالبقاء في المساجد، لأن معظمهم يعملون بوظائف أخرى، وهذا ما يؤثر على توعية المجتمع.

فقر ومخاوف
ولا تزال الكثير من القرى في جنوب رومانيا تحمل أسماء عثمانية كقرى المحمودية والمجيدية وباباكار وغيرها إلا أن حال مساجدها أيضا لا يختلف عن المدينة، إذ إن جزءا من المسلمين يعيشون في حالة من الفقر وعدم التعليم وحياة اقتصادية ضعيفة.

وخلال الحقبة الشيوعية شهدت رومانيا موجات هجرة جماعية نحو تركيا فصار من الطبيعي أن ترى في قرى مسيحية مقابر إسلامية مهجورة.

ووصف الحاج قدري للجزيرة شيوعيي رومانيا بأنهم أقل حدة وتعسفا مقارنة ببقية دول أوروبا الشرقية لكنهم اتبعوا طرقا ملتوية لهدم مساجد ومدارس المسلمين الذين أجبر كثير منهم على الفرار بدينهم.

يشار إلى المخاوف لدى المسلمين في رومانيا بشأن اندثار الآثار الإسلامية بدأت تتلاشى بعد أن سجلت بوخارست ارتفاعا ملحوظا في احترام الحريات الدينية لكن يبقى الخوف الأكبر على ما يبدو من ذوبان هوية المسلمين الذين يصفون أنفسهم بالمنسيين.

المصدر : الجزيرة