"مزاجية" ترمب تقلق الأميركيين على" الزر النووي"

U.S. President Donald Trump speaks to reporters in the press cabin aboard Air Force One as they depart home to the U.S. from Ninoy Aquino International Airport in Manila, Philippines November 14, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst
نواب أميركيون قلقون من إمكانية وضع ترمب إصبعه على الزر النووي في لحظة تهور (رويترز)

أبدى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي قلقهم من مزاجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يملك الكلمة الأخيرة في الضغط على الزر النووي، معتبرين أن ذلك سيلحق الضرر بالأمن القومي الأميركي.
 
وفي جلسة نادرة هي الأولى من نوعها منذ 41 عاما تساءل أعضاء في مجلس الشيوخ أمس عن حدود سلطة الرئيس الأميركي في شن هجوم نووي، وسط التوتر بين واشنطن وكوريا الشمالية.  

وتركز النقاش أثناء جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على فرضية قرار رئاسي بالمبادرة بضرب عدو بالأسلحة النووية أو ما يعرف في اللغة الحربية بـ"الضربة الأولى".

وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت كريس مورفي "نخشى أن يكون رئيس الولايات المتحدة غير مستقر ومتقلبا إلى حد يجعله يعطي أمرا باستخدام سلاح نووي في تعارض تام مع مصالح الأمن القومي الأميركي".

وقال مورفي "نحن قلقون من أن رئيس الولايات المتحدة غير مستقر ومتقلب جدا، وعملية صنع القرار لديه غير عقلانية وهذا أمر قد يؤدي إلى أن يأمر بضربة نووية ليست من مصلحة الولايات المتحدة".

أما في حالة هجوم نووي جار من عدو أو وشيك الحصول، فإن أعضاء مجلس الشيوخ والخبراء الذين طرح عليهم السؤال اتفقوا على أن الرئيس يملك في هذه الحالة كامل الصلاحيات للدفاع عن البلاد وفق الدستور. والرئيس وحده من يملك حق إطلاق سلاح نووي.

وقال رئيس اللجنة السيناتور الجمهوري بوب كوركر الذي دعا لعقد الجلسة "حين يصدر الأمر ويؤكد، لا توجد وسيلة لإلغائه".

وكان هذا السيناتور انقلب على ترمب وأصبح يعارضه علنا. وقال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن الرئيس الأميركي "إنه يقود البلاد مباشرة إلى حرب عالمية ثالثة" من خلال تصريحاته حول كوريا الشمالية".

‪نانسي بيلوسي طالبت بتجريد ترمب من صلاحياته النووية حفاظا على أمن أميركا‬ نانسي بيلوسي طالبت بتجريد ترمب من صلاحياته النووية حفاظا على أمن أميركا (رويترز)
‪نانسي بيلوسي طالبت بتجريد ترمب من صلاحياته النووية حفاظا على أمن أميركا‬ نانسي بيلوسي طالبت بتجريد ترمب من صلاحياته النووية حفاظا على أمن أميركا (رويترز)

ضوابط ومخاوف
وحول ما يمكن أن يحدث إذا اعتبر الرئيس أن بلدا يشكل تهديدا ويأمر على سبيل الاحتراز بإطلاق سلاح نووي، أقر ثلاثة خبراء بأنه لا يوجد تعريف دقيق لمعنى "الخطر الوشيك".

غير أن الجنرال المتقاعد روبرت كيهلر القائد السابق للقيادة الإستراتيجية الأميركية بين 2011
و2013 ذكّر بقاعدة أساسية وهي أن "الجيش مجبر على تنفيذ أمر قانوني، لكنه ليس مجبرا على تنفيذ أمر غير قانوني".  

وأشار إلى أن الأمر القانوني هو أمر تمت المصادقة على أسسه القانونية. وبحسب الجنرال فإن أي عمل عسكري يجب أن يتوفر فيه معياري "الضرورة" و"التناسب".

وبشأن ما يمكن أن يحدث إذا اعتبر قائد القيادة الإستراتيجية الأمر الذي تلقاه من الرئيس غير قانوني، أجاب مقرا "لا أعرف على وجه الدقة لكن في كل أمر عسكري يدخل العامل الإنساني".

أما براين ماكوين المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي أثناء فترة الرئيس السابق باراك أوباما فقال إن الرئيس يمكنه أن يستبدل القائد الذي لا يطيع وحتى وزير الدفاع "لكن سنكون عندها في أزمة دستورية حقيقية".

وأثناء النقاش كان الاستياء واضحا على وجوه بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين. وقال العضو ماركو روبين "خصومنا يشاهدوننا" معربا عن خشيته من إشاعة الشك في سلطة الرئيس الأميركي في حال حدوث نزاع".

وفي وقت سابق دعت زعيمة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى منع ترمب من استخدام صلاحياته النووية، قبل تعرض البلاد للهجوم أولا.

يذكر أن القانون الأميركي يمنح رئيس الولايات المتحدة صلاحية حصرية في تنفيذ ضربة نووية، فيما يعرف باسم "كرة القدم الذرية" وهي عبارة عن حقيبة تحتوي الرموز والمفاتيح اللازمة للرئيس من أجل بدء ضربة نووية، وترافق الرئيس في حله وترحاله.

المصدر : وكالات