وقف إطلاق النار في كولومبيا يدخل حيز التنفيذ

Colombia's President Juan Manuel Santos (C) declares a definitive ceasefire with FARC in Bogota, Colombia, August 25, 2016. REUTERS/John Vizcaino
الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس يعلن في بوغوتا توقيع اتفاق السلام مع فارك (رويترز)
دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد الاثنين في كولومبيا بعد نزاع مسلح استمر أكثر من خمسين عاما بين جماعة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) والحكومة.
 
وكان الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس قد قال أمس إنه أمر بوقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الأحد الاثنين (الخامسة من صباح الاثنين بتوقيت غرينيتش) غداة التوصل لاتفاقات سلام يوم 24 أغسطس/آب مع حركة التمرد الرئيسية والماركسية في البلاد.
    
وأضاف سانتوس "نريد أن نصبح دولة بلا آثار حرب" داعيا الكولومبيين لأن يصوتوا للسلام في الاستفتاء المقرر يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. من جهتها، أعلنت فارك وقفا نهائيا لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الأحد الاثنين (الخامسة صباحا بتوقيت غرينيتش).
    
وقال القائد الأعلى للحركة تيموليون خيمينيز الملقب بـ"تيموشنكو" أمام الصحفيين بالعاصمة الكوبية هافانا "آمر جميع قادتنا ووحداتنا وكل شخص من مقاتلينا إلى وقف إطلاق النار والأعمال القتالية بصورة نهائية ضد الدولة الكولومبية اعتبارا من منتصف هذه الليلة".
    
وأضاف تيموشينكو "لقد سمعنا بصدور الأمر الرئاسي للجيش، ونحن نعطي الأمر نفسه لقواتنا". وكان الرجل قد كتب في وقت سابق أن "السلام بدأ يتحقق".
 

ممثلا الحكومة الكولومبية (يمين) وحركة فارك يتصافحان بعد توقيع بروتوكول اتفاق في هافانا (رويترز)
ممثلا الحكومة الكولومبية (يمين) وحركة فارك يتصافحان بعد توقيع بروتوكول اتفاق في هافانا (رويترز)

اتفاق سلام

وتم الإعلان عن اتفاق سلام بين الجانبين الأربعاء الماضي بعد ما يقرب من أربع سنوات من المفاوضات في هافانا، بما في ذلك جلسة ماراثونية استمرت أسبوعا وتمخض عنها الاتفاق النهائي. 
     
وتفاهمت كل من الحكومة الكولومبية وفارك خلال المفاوضات على إجراء إصلاح  زراعي ومشاركة المتمردين بالحياة السياسية، وانتهاج خطط جديدة في الكفاح ضد تجارة المخدرات، وتعويض ضحايا العنف.
     
ويطبق الطرفان منذ نهاية يونيو/حزيران الماضي هدنة مؤقتة بينهما حيث خلف الصراع أكثر من 220 ألف قتيل وأجبر الملايين على الفرار من مناطق في البلاد بسبب الحرب. وتحصي الحكومة أكثر من 7.6 ملايين كولومبي ضحايا بشكل مباشر أو غير مباشر للصراع.
 
وعلى الصعيد القانوني، فإن وقف إطلاق النار -كما اتفق عليه أثناء المحادثات- لن يبدأ تطبيقه إلا يوم التوقيع الرسمي على الاتفاقات المرتقب بين 20 و26 سبتمبر/أيلول، إلا أنها المرة الأولى التي يتفق فيها على وقف النار بين الحكومة، وبين فارك التي تعد حوالى 7500 مقاتل.
 
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة بالاتفاق، وقالت إنها تنوي نشر بعثة مؤلفة من 450 مراقبا عسكريا في كولومبيا أغلبيتهم من دول أميركا اللاتينية.
 
وسيكلف هؤلاء التحقق من عملية تسليم 7500 متمرد أسلحتهم ومراقبة وقف إطلاق النار، لكن ما زال يتوجب المصادقة على اتفاق السلام النهائي في استفتاء وأن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بعد ذلك، وستتولى بريطانيا صياغة وتقديم مشروع القرار وتحديد الدور الدقيق للأمم المتحدة في عملية السلام.
المصدر : وكالات