احتضان الثورة الرقمية طوّر الإعلام التقليدي ببريطانيا

تشهد بريطانيا على غرار كثير من الدول تنافسا بين الثورة الرقمية ووسائل الإعلام التقليدية، خاصة مع الإقبال الكبير على مواقع الإعلام الاجتماعي والتفاعلي. ويرى خبراء الإعلام الاجتماعي أن الثورة الرقمية تساعد الوسائل التقليدية على التطور وتوسيع قاعدتها, دون أن تلغي تحدي صياغة المحتوى بطريقة تمكنه من الوصول إلى المتلقي بوسائط متعددة.

وباتت شاشة التلفزيون اليوم أكثر تفاعلية, حيث تلبي طلب المشاهد وتبحث له عما يريد مشاهدته بمجرد السؤال, وهذه إحدى ظواهر الثورة الرقمية، التي يرى الخبراء أنها تعزز دور التلفزيون ووسائلِ الإعلام التقليدية.

وقال مؤسس "القبائل الست" للإعلام الاجتماعي آنتوني روز "الفرص متوفرة لوسائل الإعلام، فلديها الجمهور والمعرفة ومنتجو البرامج والمال لإنتاج محتوى لا يبث تلفزيونيا في أوقات محددة, بل بوسائط أخرى وقتما شئت"، مضيفا "الأهم أنه متوفر لجيل الألفية الذي قد لا يرغب في برامج مدتها نصف ساعة، بل يرغب في التفاعل مع المذيع وإرسال فيديوهات حيث شاء".

غير أن إنتاج محتوى بمواصفات تتطلب مرونة في الصياغة لتسهيل تلقيه والتفاعل معه بالوسائل المتنوعة، لا يزال تحديا كبيرا بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية.

وبالمقابل يكفي في عالم الإعلام الرقمي التفاعلي التوفرُ على هاتف ذكي لنقل الأخبار وإرسال تسجيلات الفيديو، وهو ما يجذب إليه جمهورا أكبر ويعزز دور الشاشة التقليدية.

ويركز خبراء الرقمية على أن الحاجة غدت ملحة إلى مساهمات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أو من يسمون أحيانا بالصحفيين الأهليين أو المحليين, لكن التأكد من مصداقيتهم تشكل أهم أحد التحديات في هذا المجال.

وفي هذا السياق يقول مؤسس شركة ميديا نايتف للاستشارات الإعلامية ديفد برانون "الثقة أمر مهم, وكلما كثر المحتوى أصبحت الثقة ملحّة وزاد الطلب على وسائل الإعلام النزيهة"، مضيفا "معظم العلامات الإخبارية الكبرى احتضنت الإعلام الاجتماعي والمجتمعات وما يتعلق بكسب الجمهور عن طريق الشبكة.. لكن هناك كثيرا مما يصنف أخبارا، ولا نعلم إِن كان حقيقيا وواقعا ومهما".

ونجحت صحيفة تايمز البريطانية الورقية في الحفاظ على مكانتها على الأقل في المستقبل القريب, لأن صحافييها والعاملين فيها احتضنوا التكنولوجيا الحديثة واستثمروا في النسخة الإلكترونية.

المصدر : الجزيرة