فرنسا تحقق في قضية "اغتصاب" جنود أطفالا بأفريقيا الوسطى

French president François Hollande (R) flanked by minister of defence Jean-Yves Le Drian talks to journalists on April 30, 2015 during a visit to a new apprentice training center in Guipavas near Brest, western France as Hollande announced on April 19 measures to promote the aprenticeship contracts in the small companies, to encourage the youth employment. Hollande vowed to 'show no mercy' if peacekeeping troops in the Central African Republic accused of raping starving children in exchange for food were found guilty. AFP PHOTO FRED TANNEAU
هولاند (يمين) يؤكد للصحفيين أنه لن يتساهل مع أي جندي يسيء التصرف (غيتي/الفرنسية)

ذكرت وسائل إعلام فرنسية الخميس أن النيابة العامة بباريس حددت هوية عدد من الجنود الفرنسيين المتهمين باغتصاب أطفال في أفريقيا الوسطى "مقابل الغذاء"، في حين أوقفت الأمم المتحدة أحد عمال الإغاثة عن العمل بسبب تسريبه تقريرا سريا عن الحادثة إلى السلطات الفرنسية.

ونقلت صحيفة لوموند الفرنسية عن مصدر قضائي أن 14 جنديا فرنسيا معنيون باغتصاب أطفال "مقابل الغذاء"، وأضافت أن عددا قليلا منهم تم تحديده في التحقيق الذي تجريه النيابة العامة، وأنه لم يتم الاستماع إليهم بعد.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن "الاعتداءات المرجحة" يمكن أن تكون شملت 6 أطفال على الأقل، حيث أدلى هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاما بشهاداتهم ضد الجنود الفرنسيين إلى الأمم المتحدة.

وبدوره، علق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على التحقيقات بقوله إنه إذا تبين أن بعض الجنود أساؤوا التصرف فإنه لن يتساهل.

وأضاف هولاند متحدثا للصحفيين وبجواره وزير الدفاع جان إيف لودريان "أنتم تعرفون الثقة التي أوليها للجيوش، والدور الذي يضطلع به العسكريون الفرنسيون في العالم"، وتابع "يجب ألا يكونوا موضع شكوك".

وكانت صحيفة غارديان البريطانية قد ذكرت الأربعاء أن التقرير السري الذي وصل السلطات الفرنسية عبر المسؤول السويدي في الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة أندريه كومباس كان يتحدث عن اعتداءات جنسية تورط فيها جنود أجانب.

وأضافت أن التقرير يعود إلى صيف 2014 ويتحدث عن عدد كبير من حالات اغتصاب أطفال جائعين ودون مأوى، كان من المفترض أن تحميهم القوات الفرنسية في مركز النازحين بمطار مبوكو في العاصمة بانغي.

وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مساء الأربعاء أنها "اتخذت وستتخذ جميع التدابير اللازمة للوصول إلى الحقيقة"، وتوعدت بإنزال أشد العقوبات على المسؤولين في حال ثبوت صحة الوقائع المذكورة.

‪جنود فرنسيون في أحد أحياء‬ العاصمة بانغي(غيتي)
‪جنود فرنسيون في أحد أحياء‬ العاصمة بانغي(غيتي)

توقيف الموظف
ومن جهة ثانية، قالت الأمم المتحدة في بيان إنه عقب "الادعاءات الخطيرة" فيما يتعلق بالاعتداء الجنسي من جانب أفراد في الجيش الفرنسي أجرت تحقيقا عبر مكاتبها الأممي في بانغي، مضيفة أن موظفا في المنظمة قدم نسخة من التقرير غير المحرر الذي يشتمل على هويات الضحايا وشهود العيان والمحققين إلى السلطات الفرنسية. 

وجاء الكشف عن التقرير قبل طرحه أمام مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمر الذي يشكل -بحسب البيان- "انتهاكا خطيرا للبروتوكول الذي يتطلب كما هو معروف لجميع مسؤولي مفوضية حقوق الإنسان، تنقيحا لأي معلومة من شأنها الإضرار بالضحايا أو الشهود أو المحققين".

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الموظف السويدي الذي نقل التقرير إلى باريس لجأ إلى ذلك ردا على ما اعتبر أنه "تقاعس من الأمم المتحدة في هذا الملف".

وينتشر نحو 2000 جندي فرنسي في أفريقيا الوسطى منذ إطلاق عملية "سانغريس" في أواخر 2013 عندما اندلع صراع مسلح ذو أبعاد طائفية بين تنظيم "سيلكا" ومليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية، مما أسفر عن مقتل المئات من الجانبين ونزوح آلاف المسلمين إلى دول الجوار.

المصدر : وكالات