محام إسباني يسعي لهدم تماثيل الدكتاتور فرانكو

TO GO WITH AFP STORY BY INGRID BAZINETA picture taken on February 15, 2015 shows a statue of Spanish dictator Francisco Franco, in the Spanish city of Melilla. The sculpture depicts Franco standing and in military uniform, and is accompanied by three plates, one with a shield eagle San Juan, one with a shield of the city and another with the inscription 'To Commander of the Legion Don Francisco Franco Bahamonde'. Four decades after the death of dictator Francisco Franco, Spain has not completely turned the page on his dictatorship as dozens of monuments honouring his regime are still scattered across the country. AFP PHOTO/ ANGELA RIOS
تمثال دكتاتور إسبانيا الراحل فرانسيسكو فرانكو منتصباً في مدينة مليلية (الفرنسية)

يسعى محامٍ إسباني بمعاونة مجموعة من النشطاء المحليين إلى محو آثار الدكتاتور الراحل فرانسيسكو فرانكو.

غير أن المحامي الشاب إدواردو رانث (30 عاما) أثار ضجة عقب إعلان عزمه مقاضاة 38 عمدة مدينة إسبانية لمحافظتهم على تماثيل فرانكو في الميادين العامة.

ونقلت وكالة الأناضول عن رانث قوله إنهم يحاولون إزالة أكثر من 85 تمثالا ورمزاً "سيئ السمعة" للدكتاتور فرانكو موجودة في الكنائس والميادين العامة داخل إسبانيا وخارجها، مشيراً إلى أنهم يواجهون صعوبة قانونية في ذلك.

وأضاف "لجأنا للقضاء ومؤسسات حكومية متعددة معنية بالذاكرة التاريخية للضغط على المنتخبين المحليين، كما نراسل وزارة الخارجية وسفارات البلدان التي لا تزال سفارات مدريد على أراضيها تحتضن رموزاً للديتاتور فرانكو، بينها المغرب وبنما وبلدان أخرى، لإشعارها بالموضوع".

وبرر المحامي الشاب تبنيهم هذه القضية بأنه "لم يعد مقبولاً ولا أخلاقيا احتفاء البلد الديمقراطي الأوروبي برموز لواحد من أكثر البشر المتسلطين الذين حكموا البلاد على مر تاريخها، بعد 40 عاما من وفاته".

تماثيل فرانكو معروضة للبيع في مدريد في ذكرى وفاته (أسوشيتد برس)
تماثيل فرانكو معروضة للبيع في مدريد في ذكرى وفاته (أسوشيتد برس)

وفرانسيسكو فرانكو قائد عسكري تولى رئاسة إسبانيا منذ 1936 عندما نفذ انقلاباً عسكرياً. بيد أن رفض الجبهة الشعبية حينها (ديمقراطيون اشتراكيون) انقلابه تسبب في اندلاع حرب أهلية استمرت ثلاث سنوات، وخلَّفت نصف مليون ضحية، وانتهت بانتصار فرانكو الذي تلقى مساعدة قوية من الدكتاتوريين الألماني أدولف هتلر والإيطالي بينتو موسوليني.

وتوفي فرانكو عام 1975 عن عمر ناهز 83 عاماً.

وأثارت تصريحات رانث مؤخراً ضجة واسعة في الإعلام الإسباني، خصوصا بعد أن نُسب إليه تأكيده البدء في مقاضاة عمدة العاصمة مدريد آنا بوتيا، والقيادية في الحزب الشعبي اليميني الحاكم في إسبانيا بسبب إبقائها على رموز لدكتاتور "أشاع الكراهية في قلوب الإسبان".

ومضى المحامي قائلاً "لا ننوي الزج بأحد في السجن، وحقيقة ربط الإعلام اسمي شخصياً بفكرة مقاضاة المسؤولين ليس هدفا في حد ذاته. نعلم أن ما نحن بصدده ليس سهلا".

وتابع "إزالة رموز الدكتاتورية من أي بلد ستأخذ وقتاً، خصوصاً في إسبانيا التي لا يزال التاريخ فيها حياً بطريقة أو بأخرى. كما لا يزال فيها ضحايا يجهلون أين دُفن أحباؤهم في تلك الحرب الشنيعة، لكننا ننطلق من قوانين الجمهورية ومن حق الضحايا، ومن منطق حقوقي سليم، ويوماً بعد يوم يؤمن مزيد من الناس بالفكرة وتلقى اهتماماً لدى الرأي العام المحلي".

وفي إسبانيا، التي تعيش هذا العام انتخابات محلية وعامة قد تسفر عن تغييرات في الساحة السياسية، فإن طرح المحامي الشاب هذا الموضوع يعتبر أمراً شائكاً خصوصاً مع صعود حزب بوديموس (يسار) الذي قد يُنهي عقداً من تناوب الحزب الشعبي (يمين) والحزب الاشتراكي (يسار) على رئاسة الحكومة منذ العام 1982.

وتبدأ انتخابات الأقاليم في إسبانيا يوم 22 مارس/آذار الجاري وتنتهي بالانتخابات العامة التي تجرى يوم 20 ديسمبر/كانون الأول القادم.

المصدر : وكالة الأناضول