روسيا تعلن انشقاق أكثر من 40 جنديا أوكرانيا

مدرعات أوكرانية تشارك بعمليات مكافحة الإرهاب في شرق أوكرانيا
مدرعات أوكرانية في شرق البلاد حيث اشتدت ضراوة المعارك مع الانفصاليين (الجزيرة)
قال مسؤول في الاستخبارات الروسية إن أكثر من أربعين جنديا أوكرانيا انشقوا أمس السبت وغادروا وحداتهم العسكرية متوجهين إلى جنوب روسيا، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون أوكرانيون أن القوات الأوكرانية تقدمت نحو مدينة مهمة شمال دونيتسك، حيث تسعى منذ عدة أشهر للسيطرة عليها من الانفصاليين الموالين لروسيا.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ممثل جهاز "الأمن الفدرالي الروسي" في جنوب روسيا فاسيلي مالاييف قوله إن "41 احتياطيا غادروا وحداتهم العسكرية ووصلوا إلى مركز إيزارينو الحدودي الذي يسيطر عليه المتمردون وطلبوا من هؤلاء أن يسمحوا لهم بالتوجه إلى روسيا لأنهم يرفضون القتال ضد شعبهم".

وأضاف أن الانفصاليين الموالين لروسيا سمحوا للجنود المنشقين بعبور الحدود ودخول الأراضي الروسية.

معارك ضارية
وفي الميدان، اشتدت ضراوة المعارك بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك، عاصمتي المنطقتين الأوكرانيتين اللتين سيطر عليهما الانفصاليون وأعلنوهما جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا.

وأعلن الجيش الأوكراني مقتل أربعة من جنوده خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الأوكرانية تقدمت نحو مدينة مهمة شمال دونيتسك، حيث تسعى للسيطرة عليها من الانفصاليين الموالين لروسيا منذ عدة أشهر.

وأكد المتحدث باسم الأمن القومي الأوكراني أندري لينسينكو أن القوات الأوكرانية أصبحت على حدود مدينة هورليكفا شمال دونيتسك.  

وتعتبر دونيتسك بسكانها البالغين مليون نسمة مركزا للانفصاليين الذين يقاومون الحكومة الأوكرانية منذ أشهر.  

ومنذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا -والتي خلفت حتى الآن أكثر من ألف قتيل- يتهم مسؤولون كبار ووسائل إعلام -سواء في روسيا أو في أوكرانيا- بأنهم يخوضون حرب دعاية حقيقية.

عقوبات
على صعيد العقوبات الغربية، قالت روسيا أمس إن العقوبات الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي عليها بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية سيعرقل التعاون الدولي بشأن القضايا الأمنية وسيقوض الحرب ضد الجريمة المنظمة وما يسمى "الإرهاب".

واتهمت وزارة الخارجية الروسية -في بيان- الاتحاد الأوروبي بالإضرار بالتعاون الأمني مع روسيا من خلال الموافقة على "سياسة واشنطن في ما يتعلق بفرض عقوبات ضد روسيا بسبب الأحداث في أوكرانيا".

وقالت الوزارة "إن قائمة العقوبات الإضافية تعد دليلا مباشرا على أن دول الاتحاد الأوروبي قد حددت مسارا من أجل الوقف الكامل للاتصالات مع روسيا بشأن قضايا الأمن الدولي والإقليمي، بما في ذلك مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب والجريمة المنظمة والتحديات والتهديدات الجديدة الأخرى".

اللائحة الأوروبية الجديدة للعقوبات قد تشمل مسؤولين أثرياء مقربين من بوتين (غيتي)
اللائحة الأوروبية الجديدة للعقوبات قد تشمل مسؤولين أثرياء مقربين من بوتين (غيتي)

وكان الاتحاد الأوروبي أضاف 15 شخصية و18 كيانا إلى قائمة المستهدفين بتجميد ممتلكات وحظر سفر، وهو ما يرفع المدرجين في لائحته السوداء إلى 87 شخصا وعشرين كيانا.

ومن بين المدرجين الجدد في قائمة العقوبات رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي نيكولاي بورتنيكوف ورئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف والرئيس الشيشاني رمضان قديروف.

وأكد الاتحاد الأوروبي أن المسؤولين في مجلس الأمن القومي الروسي أدرجوا على اللائحة "لمساهمتهم في إعداد سياسة الحكومة الروسية التي تهدد وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها".

وذكرت مصادر دبلوماسية أن الاتحاد الأوروبي سيتبنى الأسبوع المقبل عقوبات مماثلة ضد شخصيات متهمة بدعم ضم روسيا شبه جزيرة القرم أو "زعزعة استقرار شرق أوكرانيا" أو "الاستفادة" من ذلك.

وأوضحت المصادر أن هذه اللائحة الجديدة التي سيتم وضع اللمسات الأخيرة عليها الثلاثاء، يمكن أن تشمل مسؤولين أثرياء مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتستعد الدول الأعضاء في الاتحاد لفرض عقوبات اقتصادية واسعة اعتبارا من الأسبوع المقبل في مجالات دخول الأسواق المالية ومبيعات الأسلحة والتقنيات الحساسة في مجال الطاقة والسلع ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني.

وتبنى الاتحاد الأوروبي موقفا أكثر تشددا منذ تحطم الطائرة الماليزية في شرقي أوكرانيا في 17 يوليو/تموز الحالي، وقالت واشنطن إن الطائرة سقطت بسبب صاروخ أطلقه الانفصاليون الأوكرانيون الموالون لروسيا.

المصدر : وكالات