مشار يصل إثيوبيا للتفاوض مباشرة مع سلفاكير
ومن جهته، قال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إن المحادثات ستتناول عملية انتقالية وليس حكومة انتقالية، وأصر على بقاء سلفاكير في السلطة حتى انتخابات العام المقبل، في حين يطالب مشار بتنحيه عن السلطة.
ويقول دبلوماسيون غربيون يشاركون في عملية الوساطة إن التركيز في المحادثات سيكون على إنهاء العنف وتطبيق تهدئة لمدة شهر وافق عليها الجانبان الأسبوع الماضي. ويؤمل الجانبان أيضا أن يمهد الاجتماع لحل سياسي دائم في البلاد.
ضد الإنسانية
في غضون ذلك اتهمت الأمم المتحدة طرفي الصراع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بما في ذلك القتل والاغتصاب، وجرائم أخرى مرتبطة بالعنف الجنسي أثناء القتال الدائر منذ أكثر من أربع أشهر.
وقالت بعثة المنظمة الدولية لحفظ السلام في جنوب السودان في تقرير عن حقوق الإنسان إن التداعيات على السكان المدنيين كانت مدمرة، مشيرة إلى وقوع هجمات على مستشفيات ومساجد وكنائس إضافة إلى قواعد للأمم المتحدة.
وطالب التقرير -الذي يتكون من 62 صفحة- بإجراء مزيد من التحقيقات بعد توفر أسباب قوية للاعتقاد بأن طرفي الصراع انتهكا حقوق الإنسان والقانون الدولي.
من جهة أخرى، حذرت منظمة العفو الدولية أمس من أن الحرب الأهلية في جنوب السودان تتحول إلى دوامات انتقام خارجة عن سيطرة القادة السياسيين، بينما يتزايد الضغط على طرفي النزاع لوقف العنف.
نزاع عرقي
وقالت المنظمة في تقرير يوثق إفادات عن حصول جرائم حرب في جنوب السودان، إن الأبعاد العرقية للنزاع تتسع بينما يخوض المقاتلون هجمات انتقامية، مما يؤدي إلى تصاعد دوامة العنف باستمرار.
وأضافت أن الخصومات العرقية القديمة تتعمق، وأن جنوب السودان سيصبح أكثر انقساما مما يجعل من المصالحة والتوصل إلى سلام دائم أكثر صعوبة.
وفي مؤشر على حالة الإحباط العالمية من إخفاق زعماء جنوب السودان في وقف إراقة الدماء، فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على قياديين عسكريين اثنين يشاركان في النزاع الدائر في البلاد منذ أربعة أشهر.
وتستهدف العقوبات قائد قوات الحرس الرئاسي لجنوب السودان ماريال شانونغ يول، وزعيم القوات المناهضة للحكومة بيتر غاديت.
وتشتبه واشنطن في أن يول مسؤول عن مجازر حصدت مئات المدنيين نفذها الحرس الرئاسي في جوبا إثر اندلاع المعارك في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، أما غاديت فتشتبه بأنه ترأس فرقة كوماندوز مسؤولة عن "أعمال وحشية" وقعت في منتصف أبريل/نيسان الماضي في بانتيو، كبرى مدن ولاية الوحدة النفطية، حيث اتهمت القوات الموالية لمشار بإعدام مئات المدنيين بعد استعادتها المدينة.
واندلعت أعمال العنف في جنوب السودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي بين قوات الرئيس سلفاكير وجنود موالين لنائبه المعزول رياك مشار، بعد اتهام الأول للأخير بمحاولة قلب نظام الحكم.
ورغم أن النزاع بدأ بخصومة شخصية بين الزعيمين فإنه اتخذ أبعادا عرقية بين أفراد قبيلتي الدينكا التي ينحدر منها سلفاكير، والنوير التي ينتمي إليها مشار، وحذرت الأمم المتحدة من مخاطر الانزلاق إلى حرب إبادة.