مظاهرات مؤيدة ومعارضة بموسكو لسياساتها بأوكرانيا
فتحت عنوان مسيرة "الأخوة والمقاومة الشعبية" نظمت جميعات وهيئات شعبية ومهنية مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف تأييدا للحكومة الروسية ودعما للاستفتاء الجاري في القرم بشأن انضمامها لروسيا.
ورفع المشاركون في المسيرة -التي جابت شوارع موسكو واستقرت قرب الساحة الحمراء- لافتات كتب عليها "نحن نثق بالرئيس فلاديمير بوتين" و"القرم ليس هدية" و"أميركا هي من يشعل الحروب" و"لا للإرهاب الفاشي" و"القرم أرض روسية" و"مواطنو القرم أشقاؤنا".
أما رايسا روداكوفا عضو الشرف في جمعية المتقاعدين الروس فقد قالت إنهم خرجوا للتصدي "للمخططات والأطماع الغربية"، وأضافت أن "الغرب نجح في الماضي في تفكيك الاتحاد السوفياتي وإضعاف روسيا، ويريدنا أن نبقى ضعفاء وفي وضع بائس، ليملي علينا إرادته.
مسيرة السلام
في المقابل نظم معارضون لسياسات الحكومة الروسية "مسيرة السلام" بمشاركة نحو خمسين ألفا، حسب منظميها، في حين تقول التقديرات الرسمية إن عددهم لا يتجاوز 3000.
وردد المتظاهرون الذين احتشدوا في ميدان "بروسبيكت ساخاروفا" هتافات "لا للتدخل" و"الكرملين والناتو ارفعوا أيديكم عن أوكرانيا" و"لا للحرب مع الأشقاء" و"احذروا بوتين" و"بوتين احتل روسيا والآن يريد احتلال القرم".
وكان من بين المشاركين شخصيات عامة وفنانون معروفون وقادة من أحزاب المعارضة الروسية.
وقال عضو الجمعية الشعبية للأوكرانيين في موسكو فاليري سيميننكو "نحن نعارض السياسة الروسية تجاه أوكرانيا ونرفض التدخل العسكري الروسي في القرم". وأبدى استغرابه من "الحرب الإعلامية الموجهة والمبالغة في الحديث عن الفاشية والعنصرية، وهذا كله لا وجود له".
واعتبر في حديث للجزيرة نت أن "ما حدث في أوكرانيا انتفاضة شعبية ضد سلطات الفساد والرشى ومافيا الدولة التي كانت تحكم البلاد"، مضيفا أن "الحديث عن تعرض الروس في القرم والمناطق الشرقية والجنوبية لأوكرانيا ادعاءات باطلة ولا أساس لها".
وردا على مخاوف موسكو من انضمام أوكرانيا للناتو يرى المتظاهر إيغور بوتشكوف أن "الخيار الأفضل لأوكرانيا هو أن تكون دولة محايدة كما هو حال فنلندا"، وطالبها بالاحتفاط بعلاقات صداقة وطيدة مع الغرب ومع روسيا على حد سواء، و"هذا تحقيقه ممكن، وقد يشكل حلا مقبولا للجميع".
لكنه أضاف أن "روسيا بسياساتها هذه تدفع أوكرانيا دفعا نحو الاحتماء بالناتو والانضمام له، مشيرا إلى أن كييف تخلت سابقا عن القنبلة النووية مقابل تعهد روسيا بضمان أمنها وسلامة أراضيها، و"لو احتفظت لنفسها بالسلاح النووي لما تجرأ أحد على على التدخل في شؤونها".