أردوغان يطلب مساعدة ألمانيا للانضمام لأوروبا
طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء من ألمانيا مزيدا من الدعم لبلاده لتسهيل عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن الاتحاد سيحقق بذلك مكاسب كبيرة.
وقال أردوغان -في مؤتمر صحفي عقده بمقر المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية، وهي مؤسسة دراسات في برلين- إن تركيا تنتظر من ألمانيا أن تدعمها "على الطريق الذي يؤدي إلى الاتحاد الأوروبي وفي عملية الانضمام"، وأضاف "نأمل أن تكون تحركاتها أقوى من السابق".
وأكد أن "كثيرا من التطورات مثل مسألتيْ سوريا ومصر مكنتنا جميعا من أن نرى أن الاتحاد الأوروبي هو من يحتاج إلى تركيا وليست تركيا هي التي تحتاج إلى الاتحاد الأوروبي"، لافتا إلى أن الاقتصاد التركي نما باستمرار في الأعوام الماضية، كما تضاعف الدخل القومي ومعدلات التصدير وتراجعت البطالة.
وأضاف أردوغان أن تعداد السكان في بلاده يبلغ نحو 77 مليون نسمة، مؤكدا أنه ليس من الممكن تشكيل القرن الحادي والعشرين بدون تركيا، لكنه شدد سابقا على أن "من واجب تركيا بالتأكيد -في إطار عملية الانضمام- أن تتابع إصلاحاتها بطريقة دائمة".
وذكر بأن الدور المميز لألمانيا في تسهيل عملية الانضمام متصل بقوة السكان من أصل تركي الذين يعيشون فيها، مشيرا إلى أنه "مع الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع، أصبح المواطنون من أصل تركي مكونا مهما في المجتمع الألماني، وهذه فرصة تتعين الاستفادة منها".
وأوضح الرئيس التركي أن عدد المواطنين من أصل تركي المقيمين في ألمانيا أصبح "أعلى من عدد سكان بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
وشدد على الدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا في تدارك الأزمات الإقليمية أو إيجاد حلول لها، ضاربا المثل بـ"العلاقات التاريخية والثقافية" لتركيا في شمال أفريقيا التي "تشكل فرصة من أجل عملية السلام" في الشرق الأوسط، كما يمكنها أن تضطلع أيضا بدور في دول البلقان أو البلدان المسلمة في غرب أفريقيا.
الموقف الألماني
وفي المقابل قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان- إنها "بصفة شخصية متشككة جدا بخصوص العضوية الكاملة لتركيا" في الاتحاد الأوروبي.
وأضافت "لكن هذا الأمر يجب ألا يقلقنا على المدى الطويل"، مذكرة بالموقف الرسمي للحكومة الألمانية التي شكلتها مع الاشتراكيين الديمقراطيين الأكثر انفتاحا إزاء منح أنقرة عضوية كاملة. وأوضحت أن "مفاوضات انضمام تركيا هي عملية نتيجتها مفتوحة، وليست خاضعة لحدود زمنية".
وحصل أردوغان على تنازل من ميركل بخصوص فتح مجالين مهمين من مجالات التفاوض في إطار محادثات الانضمام التي تسمى فصولا، وهما الفصل 23 الخاص بالقضاء والحقوق الأساسية، والفصل 24 الخاص بالعدالة والحرية والأمن، وقالت ميركل "أنا أؤيد فتح الفصلين 23 و24".
وكان المفوض الأوروبي لشؤون التوسع ستيفان فيوله قال إن فتح هذين الفصلين وسيلة فعالة للتصدي لسجل تركيا المتدني في مجال حقوق الإنسان.
يشار إلى أن تركيا بدأت مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2005 بعد 18 عاما من التقدم بطلب العضوية، لكن التقدم في المحادثات تباطأ بسبب سلسلة عقبات من بينها الخلافات المتعلقة بجزيرة قبرص المقسمة، ومعارضة ألمانيا وفرنسا لعضوية تركيا في الاتحاد.