أوباما يلتقي الدلاي لاما والصين مستاءة

epa04092382 (FILE) The Tibetan spiritual leader, his Holiness the 14th Dalai Lama, gives a talk about 'Ethics in Our Shared World' at the Diet Members Building in downtown Tokyo, Japan, 20 November 2013. China urged the US to cancel a planned meeting on 21 February 2014 between US President Barack Obama and the Dalai Lama at the White House. The meeting would cause 'serious damage' to ties between the two countries and amount to interference in China's domestic affairs, Foreign Ministry spokeswoman Hua Chunying said. EPA/CHRISTOPHER JUE
undefined

عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الجمعة ثالث اجتماع له مع الزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما، في خطوة تظهر قلق الولايات المتحدة إزاء ممارسات الصين فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وذلك رغم تحذيرات بكين من أن الزيارة "ستضر بشدة" بالعلاقات بين البلدين.

واستغرق الاجتماع حوالي الساعة، إلا أن مصوري البيت الأبيض لم يروا الدلاي لاما وهو يدخل المقر الرئاسي ولا وهو خارج منه، غير أن مراسلين معتمدين لدى البيت الأبيض قالوا في تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن أوباما "التقى بزعيم التبت الروحي الدلاي لاما الجمعة في البيت الأبيض". 

وأصدر البيت الأبيض بعد الاجتماع بيانا قال فيه "أكد الرئيس دعمه القوي للحفاظ على التقاليد الدينية والثقافية واللغوية الفريدة للتبت، وحماية حقوق الإنسان لأبناء التبت في جمهورية الصين الشعبية".

وأضاف البيان "أكد الرئيس أنه يشجع الحوار المباشر لحل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة، ويشجع حوارا يسفر عن نتائج إيجابية للصين ولأبناء التبت".

ونقل البيت الأبيض أيضا عن أوباما قوله إنه لا يؤيد استقلال التبت عن الصين، وهو ما أكد الدلاي لاما أنه لا يسعى إليه.

ويأتي اجتماع اليوم بعد اجتماعين سابقين لأوباما بالدلاي لاما الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي يصفه البيت الأبيض بأنه "زعيم ديني وثقافي يحظى باحترام دولي"، حيث عقد الاجتماع الأول في فبراير/شباط 2010 والثاني في يوليو/تموز 2011.

امتصاص الغضب
وفي خطوة تنم عن تنازل محدود لامتصاص غضب الصينيين، انعقد اللقاء في قاعة الخرائط بالبيت الأبيض، وهي قاعة تحمل أهمية تاريخية لكنها ليست بقدر أهمية المكتب البيضاوي.

‪(‬ مراسلو البيت الأبيض لم يروا الدلاي لاماعند دخوله أو خروجه من المبنىالأوروبية)
‪(‬ مراسلو البيت الأبيض لم يروا الدلاي لاماعند دخوله أو خروجه من المبنىالأوروبية)

أما الصين، فهي لا تشارك الولايات المتحدة والغرب عموما مشاعر الإعجاب بالدلاي لاما، وتصفه بأنه "ذئب في هيئة حمل" يسعى لاستقلال التبت من خلال العنف. ويؤكد الدلاي لاما الذي فر إلى الهند بعد انتفاضة فاشلة عام 1959، أنه لا يريد سوى حكم ذاتي حقيقي للتبت وينفي أنه يدعو للعنف.

وكانت الصين قد بسطت سيطرتها على التبت عام 1950، وتقول جماعات حقوق الإنسان إنها تنتهك الحقوق الدينية والثقافية واللغوية لأبناء التبت وتنتهج في حكمها أساليب وحشية.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاثلين هايدن إن الولايات المتحدة تعترف بأن التبت جزء من الصين ولا تدعم استقلال الإقليم، لكنها تؤيد مسعى الدلاي لاما إلى المزيد من الحكم الذاتي وتحث الحكومة الصينية منذ فترة طويلة على التحدث معه.

وأضافت هايدن قبل الاجتماع "نشعر بقلق بشأن استمرار التوترات وتدهور وضع حقوق الإنسان في المناطق الصينية التي يعيش فيها أبناء التبت". وطبقا للبيان، فإن الدلاي لاما قال إنه "يأمل أن يتم استئناف الحوار بين ممثليه والحكومة الصينية".

يذكر أن الاجتماع عقد في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الصينية الأميركية، فقد عبرت واشنطن عن قلقها إزاء سلوك بكين في شرق بحر جنوب الصين والذي فسر بأنه ينم عن سعي للهيمنة. كما ينظر كثيرون إلى إيلاء أوباما قدرا أكبر من الاهتمام لآسيا على أنه رد فعل إزاء تنامي نفوذ الصين في تلك المنطقة.

هوا تشون ينغ:
ترتيب الولايات المتحدة لاجتماع زعيمها مع الدلاي لاما سيمثل تدخلا صارخا في الشأن الصيني الداخلي

استياء صيني
وجاء اجتماع الجمعة بعد أقل من أسبوع على زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للصين، ومن غير الواضح إن كان أطلع بكين حينها بشأن الاجتماع الذي أثار انتقادا حادا من جانب الحكومة الصينية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في بيان قبل الاجتماع "إن ترتيب الولايات المتحدة لاجتماع زعيمها مع الدلاي لاما سيمثل تدخلا صارخا في الشأن الصيني الداخلي وانتهاكا صارخا للأعراف في العلاقات الدولية".

وأضافت أنه "سيضر بشدة بالعلاقات الصينية الأميركية.. نحث الولايات المتحدة على التعامل بجدية مع مخاوف الصين، وأن تلغي فورا خطط الرئيس الأميركي للاجتماع مع الدلاي لاما، وألا تسهل أو توفر منبرا لأنشطة الدلاي لاما الانفصالية المعادية للصين في الولايات المتحدة".

المصدر : وكالات