قتلى ببانغي وواشنطن تهدد بمعاقبة مثيري العنف
قتل ثمانية أشخاص في أحدث موجة من أعمال العنف في أفريقيا الوسطى رغم انتخاب رئيسة مؤقتة للبلاد، في حين هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات لوقف الصراع بالبلاد.
وسقط القتلى بالعاصمة بانغي، في استمرار لمسلسل العنف الطائفي الذى اندلع بعد سيطرة متمردين من تحالف "سيليكا" الذي يغلب عليه المسلمون على الحكم في مارس/آذار مما أدى إلى حدوث مواجهات مع جماعات مسيحية، ودفع ذلك لنشر قوات أفريقية وأخرى فرنسية قبل انتخاب كاثرين سامبا رئيسة مؤقتة للبلاد الأسبوع الماضي والتي تعهدت بإعادة الاستقرار.
وقال متحدث باسم الصليب الأحمر إن أحد القتلى فقط قتل بإطلاق النار عليه، بينما قضى السبعة الآخرون بأسلحة بدائية بينهم امرأة جُز عنقها، كما أصيب سبعة آخرون.
وتأتي أعمال العنف الجديدة مع تقارير عن فرار ضباط من حركة سيليكا من العاصمة. وقال بيتر بوكايرت مدير الطواريء بمنظمة هيومن رايتس ووتش إن قافلة لسيليكا مدججة بالسلاح غادرت بانغي أمس الأحد يرافقها جنود تشاديون من قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، من دون أن يعرف سبب المغادرة ولا المكان الذي توجهوا إليه.
قلق أميركي
في غضون ذلك، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من تصاعد الاشتباكات في جمهورية أفريقيا الوسطى وهددت بفرض عقوبات ضد المسؤولين عن أعمال العنف بالبلاد.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده مستعدة للنظر في فرض عقوبات تستهدف الأشخاص الذين يعملون على زعزعة الأمن أو يسعون "بأنانية لتحقيق مصالحهم الخاصة من خلال التحريض أو التشجيع على العنف".
وحث كيري زعماء جمهورية أفريقيا الوسطى على إدانة أعمال العنف بصورة واضحة ودعوة أنصارهم لوقف أي هجمات على المدنيين.
وعبر الوزير عن ثقته في أن اختيار حكومة مؤقتة برئاسة كاثرين سامبا بانزا يمثل فرصة لإعادة الاستقرار، ودعا الدول المجاورة إلى عدم السماح بدخول أسلحة أو تقديم دعم للجماعات المسلحة في أفريقيا الوسطى.
خطة للسلام
ومن جهتها، بدأت الرئيسة المؤقتة لأفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا بمعية رئيس الوزراء المكلف أندري نزابايكاي أمس الأحد في إعداد خطة لإحلال السلام بالبلاد.
وقال نزابايكاي إن الأولوية القصوى الآن تتمثل في وضع حد لأعمال العنف والفوضى التي تعصف بالبلاد، مضيفا أنه سيتحاور مع كل الأطراف وسيشكل فريقا ستوكل إليه مهمة المصالحة الوطنية، وفق تعبيره.
وكانت بانزا أدت اليمين الدستورية الخميس رئيسة مؤقتة بعد انتخابها من المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان المؤقت) الاثنين الماضي لتحل محل ميشيل جوتوديا زعيم متمردي سيليكا الذي استقال في 10 يناير/كانون الثاني تحت ضغط دولي.
وانزلقت أفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعد سيطرة متمردي حركة سيليكا على السلطة بعد الإطاحة بنظام الرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس/آذار الماضي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات القتلى وتشريد مئات الآلاف في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة.