شركات إنترنت تكشف طلبات واشنطن للمراقبة
وكانت شركة غوغل أولى الشركات التي تعلن ذلك حيث قامت بنشر رسالة مفتوحة تطلب من وزارة العدل الأميركية إذنا للكشف عن رقم وحجم طلبات البيانات التي تتلقاها من وكالات الأمن بما في ذلك الطلبات السرية التي يتم التقدم بها بموجب قانون مراقبة المخابرات الأجنبية.
ودفعت رسالة غوغل بأن نشر مجمل عدد طلبات الأمن القومي سيثبت أن الشركة لا تعطي الحكومة "حرية دخول دون قيود" لقاعدة بيانات مستخدمي غوغل.
وبعد خطوة غوغل، نشرت شركة مايكروسوفت للبرمجيات وشبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك بيانين صيغا بشكل مماثل دعما لغوغل وتم وضع الشركات الثلاث وعدة شركات أخرى تحت التدقيق في أعقاب الكشف في الآونة الأخيرة في صحيفتي غارديان وواشنطن بوست عن دورها في برنامج بريزم.
وكشفت فيسبوك أنها تلقت ما بين تسعة آلاف وعشرة آلاف طلب من هيئات حكومية أميركية مختلفة لمعرفة بيانات مستخدمين في النصف الثاني من 2012 شملت ما بين 18 ألف حساب و19 ألفا لمستخدميها.
مخاوف أوروبية
وقد أثار بريزم مخاوف على نطاق دولي واسع وفي محاولة لتهدئة الأوروبيين قال وزير العدل الأميركي إريك هولدر إن ذلك البرنامج "لا يجمع البيانات الخاصة على الإنترنت جزافا وبدون إشراف".
وقال هولدر للصحفيين في إيرلندا بعد محادثات مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي "يسهل هذا البرنامج الاستحواذ المستهدف على معلومات الاستخبارات الأجنبية بشأن أهداف أجنبية تقع خارج الولايات المتحدة وذلك تحت إشراف المحكمة".
وأضاف "لا يمكن للحكومة أن تستهدف أي شخص ما لم يكن هناك غرض يتعلق بالاستخبارات الأجنبية ملائم وموثق لمثل تلك العملية مثل منع الإرهاب، الأنشطة الإلكترونية العدائية أو الأنشطة الأخرى المتعلقة بالانتشار النووي".
ورحبت مفوضة العدل بالاتحاد الأوروبي فيفيان ريدنج بالتفاصيل التي قدمها هولدر، مشيرة إلى أن "كثيرا من الأمور التي جعلت المواطنين في أوروبا يخشون من وجود نوع من التدخل من الأخ الأكبر (إشارة لأميركا) في خصوصياتهم أمكن تفسيرها بطريقة مختلفة".
في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما قد يقدم بعض الإجابات لقادة مجموعة الثماني خلال القمة المقررة بعد يوم الاثنين في إيرلندا الشمالية، حيث سيوضح أن بريزم مناسب لجهود مكافحة ما يسمى الإرهاب.
منع بريطاني
وفي تداعيات أخرى لذلك الملف أكد جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس في لندن أن العميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إدوارد سنودن الذي يقف وراء التسريبات في بريزم، منع من المجيء لبريطانيا التي لا تريد أن "ترث أسانج جديدا" ولا تريد أن تغضب واشنطن.
وقال أسانج -الأسترالي اللاجئ منذ نحو سنة في سفارة إكوادور في لندن للإفلات من تسليمه إلى السويد- إن سنودن "بطل"، ووصف بالمهم ما كشفه للجميع بسبب الممارسة الأميركية للرقابة على نطاق واسع.
ورفضت وزارة الداخلية البريطانية التعليق على تقارير بأنها أصدرت تحذيرا لشركات الطيران بمنع سنودين من السفر -حيث شوهد آخر مرة في هونغ كونغ- إذا حاول التوجه جوا إلى بريطانيا.