تمديد التصويت بانتخابات إيران

أظهرت تقارير رسمية كثافة المشاركة في انتخابات الرئاسة الإيرانية التي انطلقت صباح اليوم الجمعة، لاختيار خلف للرئيس محمود أحمدي نجاد، وسط دعوات من قادة إيرانيين -منهم المرشد الأعلى علي خامنئي– إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات.

وقد أعلن وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار أن الاقتراع سيمدد بسبب "الإقبال الكبير للناخبين". وأوضح أن مراكز الاقتراع ستكون مفتوحة أمام الناخبين حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (13.30 بتوقيت غرينيتش).

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان أنه بعد ثلاث ساعات من انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بدا أن نسبة الإقبال تتجاوز التوقعات في طهران. 

وذكرت أن طوابير طويلة اصطفت أمام مراكز الاقتراع، ولا سيما في الأحياء الجنوبية والشرقية من العاصمة طهران. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو خمسين مليون ناخب.

من جانبه توقع المرشح محمد رضا عارف -الذي انسحب لمصلحة حسن روحاني– "مشاركة بنسبة 70%" بعد الإدلاء بصوته في مسجد إرشاد الذي يعتبر مركزا للإصلاحيين في وسط العاصمة، مرجحا إجراء دورة ثانية للانتخابات التي يتوقع أن تخرج نتائجها غدا السبت.

وتنحصر المنافسة في هذه الانتخابات بين روحاني -المرشح الوحيد عن الإصلاحيين- وأربعة محافظين هم: وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، وكبير المفاوضين في الملف النووي الايراني سعيد جليلي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، والوزير الأسبق للنفط والاتصالات محمد غرضي.

أما المرشح السادس فهو الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي الذي أعلن نفسه مرشحا مستقلا.

وإذا لم يحصل أي مرشح من الدورة الانتخابية الأولى على أكثر من 50% من أصوات الناخبين، فسيتم اللجوء إلى تنظيم دورة انتخابية ثانية.

دعوات للمشاركة
وكان خامنئي قد دعا الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية "من أجل مستقبل البلاد".

وقال خامنئي -الذي لم يفصح عن المرشح الذي أدلى له بصوته- بعيد فتح مراكز الاقتراع "ليشارك الشعب لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد"، وأضاف "أنصح الجميع بالتصويت وبالتصويت منذ ساعات النهار الأولى".

ومن جانبه أعرب الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني المؤيد للمرشح روحاني (64 عاما) عن أمله بأن تؤدي الانتخابات الرئاسية إلى مزيد من "التلاحم" الوطني لمواجهة "المخاطر الداخلية والخارجية".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن رفسنجاني قوله بعد الإدلاء بصوته في مسجد جمران في شمالي طهران، "ينبغي تجنب الخلافات وهي سموم".

أما روحاني، فدعا إلى تعبئة الناخبين، وقال "لا تفكروا أنكم إن امتنعتم عن الانتخاب فستحلون أي مشكلة".

وطلب قاليباف من جميع المرشحين "احترام أصوات الناخبين"، مؤكدا أنه يريد "إجراء تغييرات مهمة" في حال انتخابه.

وبدوره طلب ولايتي "من جميع الإيرانيين التصويت لأن أصواتهم تجديد لدعمهم للجمهورية الاسلامية".

تشكيك أميركي
وسخر خامنئي من الشكوك الغربية بشأن مصداقية الانتخابات، مؤكدا عدم الاهتمام بما تقوله الولايات المتحدة عنها.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري شكك في مصداقية الانتخابات، وانتقد استبعاد مرشحين، واتهم طهران بتعطيل خدمات الإنترنت.

ولكن الولايات المتحدة أعربت -رغم ذلك- عن أملها بأن تبدي طهران استعدادها لاستئناف المفاوضات "أيا كانت نتيجة الانتخابات".

وتشك الدول الكبرى من بينها الولايات المتحدة بأن إيران تسعى من خلال برنامجها النووي -الذي تقول إنه سلمي- لامتلاك السلاح النووي، مما دعا المجتمع الدولي لفرض عقوبات على طهران.