استمرار الضغط لتوقيع اتفاق سلام مالي

President Blaise Compaore of Burkina Faso (C) UN representative Bert Koenders (l), and African Union representative Pierre Buyoya (2nd l) meet represtatives of Toureg rebels and the Malian government on June 10, 2013 at the presidential palace in Ouagadougou.
undefined
أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موافقة متمردي الطوارق في مالي على التوقيع على اتفاق السلام مع حكومة باماكو لحل أزمة الجزء الشمالي من البلاد، في حين يتواصل الضغط الدولي عليها لانتزاع موافقتها على الاتفاق.

وقال فابيوس اليوم الأربعاء إن متمردي الطوارق في مالي قبلوا التوقيع على اتفاق سلام تم التخطيط له وتعكف على دراسته الآن الحكومة المؤقتة في تلك الدولة الأفريقية. وأضاف خلال زيارة للعاصمة الإسبانية مدريد أن الاتفاق الذي تم التخطيط له سيشكل "قاعدة ممتازة للمصالحة" بين الأطراف المتحاربة.

وقال فابيوس خلال زيارة للعاصمة الإسبانية مدريد إن الاتفاق يرمي إلى الحفاظ على وحدة الأرض وإجراء انتخابات في أواخر شهر يوليو/تموز المقبل ووضع شروط للحكومة لاستئناف سيطرتها على مدينة كيدال التي يسيطر عليها المتمردون وخطط لاحترام السمات الخاصة في الشمال.

وكانت القوات الفرنسية قد شنت في يناير/كانون الثاني الماضي هجوما على معاقل المتمردين في شمال مالي لاستعادة السيطرة التي كانت قد فقدتها الحكومة على تلك المنطقة لصالح متمردي الطوارق وجماعات جهادية تقاسمت معها السيطرة على الشمال إثر انهيار الحكومة المركزية بعد انقلاب عسكري نفذه ضباط غاضبون أواسط عام 2012.

وفي سياق الحملة الفرنسية سيطر متمردو الطوارق على المنطقة بعد انقلابهم على الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة وطردوهم من هناك، مما فتح الباب لوساطة أفريقية ودولية لإعادة المنطقة مجددا لكنف الحكومة المركزية مع إعطاء بعض الحقوق للطوارق والقبائل العربية المقيمة في الشمال.

‪فابيوس: الاتفاق قاعدة ممتازة للمصالحة‬ (الأوروبية
‪فابيوس: الاتفاق قاعدة ممتازة للمصالحة‬ (الأوروبية

في هذا الإطار وصل وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي إلى باماكو على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة يرافقه دبلوماسيون (خصوصا من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا) يدعمون المفاوضات التي بدأت في واغادوغو منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وقال أحد أعضاء الوفد لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوفد سيلتقي مع الرئيس المالي بالوكالة ديوكوندا تراوري لتذليل آخر العقبات أمام توقيع الاتفاق.

ومن شأن التوصل إلى اتفاق أن يسمح بعودة الجيش المالي إلى مدينة كيدال، الأمر الذي ترفضه حركات الطوارق المسلحة حتى الآن، قبل الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري في 28 يوليو/تموز المقبل في كل أرجاء مالي، مع العلم أن هذه الانتخابات تعتبر أساسية بنظر المجتمع الدولي.

لكن التوقيع الذي كان منتظرا الثلاثاء تقرر إرجاؤه بسبب السلطات المالية التي تريد إجراء تعديل على الوثيقة التي وافق عليها الوفد المشترك للطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد.

وفي حال أزيلت العقبات "فإن الاتفاق قد يوقع بالأحرف الأولى في واغادوغو" مع كبير موفدي باماكو إلى هذه المحادثات، الوزير السابق تيبيليه دراميه بحسب مصدر من وفد جبريل باسولي.

وتوقع مصدر مقرب من السلطات المالية أن يتم التوصل إلى اتفاق مساء اليوم الأربعاء أو غدا الخميس.

بحسب مصدر مقرب من الملف فإن النقاط التي تريد مالي إدخالها تتعلق بنزع السلاح وشروط وصول الجيش المالي إلى كيدال

وأكد دراميه الموجود حاليا في العاصمة المالية لوكالة الصحافة الفرنسية "أن المشاورات الجارية لا تمس مسار المفاوضات ولا توقيع الاتفاق"، لكنه لم يسجل تقدما بشأن تحديد موعد للتوقيع.

بعض التعديلات
وكانت سلطات باماكو قد أعلنت أمس الثلاثاء استعدادها لتوقيع وثيقة السلام الأربعاء "إن أضيفت إليها بعض التعديلات"، مشيرة إلى أنها تعديلات "لا تغير شيئا في النص الأساسي".

وبحسب مصدر مقرب من الملف فإن النقاط التي تريد مالي إدخالها تتعلق خصوصا "بنزع السلاح وشروط وصول الجيش المالي إلى كيدال".

وبإعلانه استعداد الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، التوقيع بالأحرف الأولى على النص من أجل "التوجه إلى السلام"، أكد رئيس وفدهما محمد دجيري مايغا أن المقاتلين الطوارق سيوضعون في معسكرات مع أسلحتهم.

وأشار إلى أن تجريد هذه العناصر من السلاح لن يتم قبل توقيع اتفاق "نهائي" مع السلطات المالية الشرعية التي ستنبثق عن الانتخابات الرئاسية، يمنح "وضعا خاصا" لأزواد، وهي عبارة يقصد بها الطوارق المطالبون بالحكم الذاتي في المنطقة الشمالية من مالي.

المصدر : وكالات