الأرجنتيني ماريو برغوليو بابا للفاتيكان
وسبق ذلك تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين إيذانا بنجاح مجمع كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في انتخاب البابا الجديد. وجاء انتخاب البابا الجديد بعد فشل أربع جولات سابقة. وقد عمت أجواء الفرح أوساط المحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
طقوس
وكان الكرادلة قد دخلوا في وقت سابق كنيسة سيستين وانحنوا أمام "المذبح"، قبل أن يجلسوا في أماكنهم المحددة لهم في أرجاء الكنيسة الشهيرة تحت جداريات مايكل أنجلو.
وتلا الكرادلة -الذين ينتمون إلى 64 جنسية- قسما باللغة اللاتينية تعهدوا بموجبه "بالحفاظ على السرية المطلقة" في كل ما يتعلق -مباشرة أو غير مباشرة- بالأصوات وعمليات التصويت لانتخاب البابا.
وبموجب تقليد دائم وصارم موروث من القرون الوسطى لكن وقائعه نقلت مباشرة على شاشة كبيرة في ساحة القديس بطرس، تلا مسؤول الاحتفالات "الليتورجية" الحبرية بصوت قوي صيغة "أكسترا أومنيس"، وتعني "الجميع إلى الخارج".
وغادر الكنيسة غيرُ المعنيين بعمليات التصويت، من المحتفلين بالقداس وصحفيي وسائل الإعلام الفاتيكانية، وحتى السكرتير الشخصي لبنديكت السادس عشر يورغ غانسفين، ثم أغلقت الأبواب إيذانا ببدء المجمع.
وقبل بدء أول انتخاب، ألقى الكاردينال المسن بروسبر غريش "تأملا"، ثم غادر بدوره كنيسة سيستين، بينما تم نقل وقائع جلسة افتتاح المجمع على شاشات عملاقة في ساحة القديس بطرس. ورغم المطر، أصر الجميع على ملازمة الساحة لرصد النتيجة.
سيواجه البابا الجديد الأزمة العميقة التي تجتازها الكنيسة الكاثوليكية التي شهدت في الآونة الأخيرة فضائح منها التحرش الجنسي بالأطفال، كما سيواجه احتجاجات داخلية وقضايا أخلاقية وتجاوزات أخرى تشهدها الكنيسة |
أسماء وتحديات
ومن بين الكرادلة الناخبين الذين عينوا جميعا خلال فترة البابا الراحل يوحنا بولص الثاني، أو المستقيل بنديكت السادس عشر، هناك حوالي عشرة أسماء تم تداولها الأيام الماضية كمرشحين لترؤس الكنيسة الكاثوليكية.
وتناقلت وسائل الإعلام أسماء الإيطالي أنجيلو سكولا، والكندي مارك ويليه، والبرازيلي أوديلو شيرر، والنمساوي يوزف شونبورين، والمجري بيتر أردو، والأميركييْن تيموثي دولان وشون أومالي، وجميعهم لديهم نقاط مشتركة كثيرة مع يوحنا بولص الثاني أو بنديكت السادس عشر، وهم محافظون جميعا، وحريصون على منع اضمحلال العقيدة أكثر من الإصلاحات التي ينتظرها كثيرون، لا سيما في الغرب.
وقبل خروج الدخان الأبيض، يكون الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستاري -أول الكرادلة الأساقفة- قد طرح على البابا المنتخب السؤال الآتي "هل تقبل بانتخابك القانوني حبرا أعظم؟"، وأجاب بنعم، ليختار اسمه الجديد الذي قد يكون بولص أو يوحنا أو يوحنا بولص أو بيوس أو بنديكت، أو غيرها من الأسماء الكهنوتية عقب تولي الموقع.
وسيواجه البابا الجديد الأزمة العميقة التي تجتازها الكنيسة الكاثوليكية التي شهدت في الآونة الأخيرة فضائح منها التحرش الجنسي بالأطفال، كما سيواجه احتجاجات داخلية وقضايا أخلاقية وتجاوزات أخرى تشهدها الكنيسة.
ومع انتخاب البابا الجديد، انتهى شهر صعب بدأ يوم 11 فبراير/شباط الماضي مع إعلان بنديكت السادس عشر استقالته -بشكل مفاجئ- وهو في سن الخامسة والثمانين، ليكون أول بابا يشهد انتخاب خلف له منذ قرون.