تفاؤل بمحادثات نووي إيران وتخوف إسرائيلي

Iran's Deputy Foreign minister Abbas Araghchi (L) leaves the media center after the start of two days of closed-door nuclear talks on October 15, 2013 at the United Nations offices in Geneva. World powers and Iran began fresh talks on Tehran's controversial nuclear programme, after a six-month hiatus over its refusal to curb uranium enrichment in exchange for easing sanctions. AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
undefined
رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالمقترحات التي قدمتها إيران لحل أزمة برنامجها النووي خلال المحادثات التي انطلقت في جنيف، بينما وصفت طهران أجواء المحادثات بأنها "جيدة وإيجابية". في المقابل عبرت إسرائيل عن مخاوف من "اتفاق جزئي" يرفع العقوبات عن إيران.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي مايكل مان تعليقا على الخطة الإيرانية، إن طهران "قدمت عرضا هذا الصباح من وزير الخارجية جواد ظريف كان مفيدا للغاية"، مشيرا إلى أن المحادثات "ستبحث المزيد من التفاصيل".

كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف خلال فترة استراحة أثناء المفاوضات قبيل ظهر اليوم الثلاثاء، إن بلادها سترحب باجتماع ثنائي آخر مع إيران على هامش المحادثات.

وتعليقا على تصريحات هارف، قال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني إنه لا الأميركيون ولا الإيرانيون طلبوا عقد مثل هذا "الاجتماع الثنائي"، علما بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقد محادثات ثنائية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك الشهر الماضي بعدما التقى ظريف مع وزراء خارجية القوى الست.

ويتوقع أن تستمر المفاوضات ليومين بين إيران ودول مجموعة "5+1" التي تضم كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، على مستوى المديرين السياسيين ونواب وزراء الخارجية، وستترأسها مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

‪المحادثات تتواصل يومين في جنيف‬ (الفرنسية)
‪المحادثات تتواصل يومين في جنيف‬ (الفرنسية)

جيد وإيجابي
وفي هذا السياق، قال عراقجي إن رد الفعل الأولي للقوى العالمية "جيد"، مضيفا أن التفاصيل ستناقش في وقت لاحق وأن الأجواء في المحادثات "إيجابية"، ولكنه لم يذكر أي تفاصيل بخصوص المقترحات التي قدمت في ملف "باور بوينت" في بداية الاجتماع ووصفها "بالسرية".

ونقلت وكالة الطلبة للأنباء الإيرانية عن عراقجي قوله إن أي اتفاق نهائي يجب أن يلغي كل العقوبات على إيران ويسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن فتوى دينية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي تحرم الأسلحة النووية يجب أن "تستغل كأهم خطوة لبناء الثقة".

ولم يخض عراقجي -في تعليقاته التي أدلى بها في وقت لاحق لوسائل إعلام إيرانية فقط- في ما إن كانت إيران مستعدة لتقديم تنازلات مقابل رفع العقوبات عنها، باستثناء الشفافية والمراقبة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه أكد أن المقترحات لم تتضمن مسألة الزيارات الفجائية للمنشآت النووية.

وكانت الخارجية الإيرانية قد كشفت في وقت سابق أن الوفد المفاوض يحمل معه مشروعا مكتوبا للحل يتضمن ثلاث مراحل بخطوات واضحة وسقف زمني محدد.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية فإن المؤشرات القليلة جدا التي صدرت عن الإيرانيين ألمحت إلى أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق في أقل من سنة، مع مرحلة أولى قدرها شهر أو شهران.

وكان وزير الخارجية ظريف دوّن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مساء الأحد "آمل أن نتوصل إلى خريطة طريق بحلول الأربعاء، لكن (..) سيكون على الأرجح ضروريا أن نعقد اجتماعا وزاريا آخر"، مشيرا إلى أن بلاده "تريد تغيير السنوات الست الأخيرة التي لم تؤد إلى أي نتيجة".

لا ذريعة لرفضها
وفي وقت سابق قال عراقجي -الذي يقود الوفد الإيراني في جلسات المؤتمر- إن "الخطة تم إعدادها بما لا يترك ذريعة لرفضها"، إلا أنه لم يقدم المزيد من التوضيحات.

كما أكد أنه رغم التصريحات الأخيرة للرئيس حسن روحاني والتي تتسم بنبرة تصالحية، فإن إيران ليست مستعدة لتلبية مطلب دول مجموعة "5+1" ووضع أجزاء من برنامجها لليورانيوم المخصب تحت رقابة أجنبية كخطوة لبناء الثقة.

كما أكد أن بلاده لن تشحن مخزونها من اليورانيوم المخصب خارج البلاد، رافضة طلبا رئيسيا للقوى الرئيسية، إلا أنه لمّح إلى المرونة بشأن جوانب أخرى من برنامج بلاده لتخصيب اليورانيوم.

وتعد هذه المحادثات هي الأولى منذ أن خلف روحاني محمود أحمدي نجاد الذي كان يتبنى موقفا أكثر تشددا بشأن العديد من قضايا السياسة الخارجية.

إسرائيل جددت تخوفها منرفع العقوبات عن إيران (الأوروبية-أرشيف)
إسرائيل جددت تخوفها منرفع العقوبات عن إيران (الأوروبية-أرشيف)

إسرائيل تحذر
وردا على المحادثات في جنيف، حثت إسرائيل مجددا القوى الست على تفادي "أي اتفاق جزئي يؤدي إلى انهيار نظام العقوبات دون تفكيك تام للبرنامج النووي العسكري الإيراني"، وذلك إثر اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة المكونة من سبعة وزراء في ساعة متأخرة من مساء الاثنين برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتخشى إسرائيل قبول القوى الست -ردا على ما يوصف باللهجة المعتدلة للرئيس الإيراني حسن روحاني- بتخفيف الحصار الاقتصادي والمالي الذي يخنق اقتصاد إيران.

وأضافت الحكومة المصغرة في بيانها أن "إيران تعتقد أن بإمكانها النجاة بتقديم تنازلات تجميلية لا تعرقل بشكل جوهري سيرها باتجاه تطوير أسلحة نووية.. تنازلات يمكنها التراجع عنها بعد أسابيع قليلة".

وتابع البيان "في المقابل تطالب إيران بتخفيف عقوبات تطلّب فرضها سنوات"، داعيا الدول الست إلى "رفض محاولات إيران التوصل إلى اتفاق يبقي على قدرتها على تطوير أسلحة نووية".

وتشتبه إسرائيل ودول غربية في أن إيران تخفي نشاطا عسكريا تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه طهران. وتخشى إسرائيل أن تتمكن إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يتيح صنع قنبلة ذرية.

المصدر : وكالات