مئات من حرائق الغابات في أستراليا
اندلعت مئات الحرائق في غابات أستراليا بينما ارتفعت درجات الحرارة لتقترب من مستويات قياسية صاحبها هبوب رياح ساخنة. إلا أن البلاد تمكنت من تفادي يوم كارثي دون وقوع خسائر في الأرواح أو أضرار كبيرة.
واضطر مئات السكان إلى ترك منازلهم مع اندلاع الحرائق في جنوب شرق أستراليا، بينما لم يكن أمام كثيرين خيار سوى الاحتماء بمنازلهم مع اقتراب النيران، وارتفعت درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية.
وبعد موجة حارة استمرت أسبوعا، اشتعلت حرائق الغابات في خمس من ولايات أستراليا الست، واندلع أكثر من 137 حريقا في ولاية نيو ساوث ويلز الأكبر من حيث عدد السكان، وفي غابات حول العاصمة كانبيرا.
ودمرت حرائق الغابات نحو مائة منزل أغلبها في ولاية تسمانيا خلال الأيام القليلة الماضية. لكن لم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع وفيات، وإن كان العديد من الأشخاص ما زالوا مفقودين في المناطق المنكوبة.
وخرج أكثر من 40 حريقا عن نطاق السيطرة اليوم، في حين شارك آلاف من رجال الإطفاء وأكثر من 60 طائرة تحمل صهاريج مياه في مقاومة الحرائق التي يعتقد بأن بعضها أشعلها مخربون عمدا.
واندلعت حرائق جديدة في وقت مبكر اليوم الثلاثاء حول كانبيرا وجنوب ولاية نيو ساوث ويلز وتسمانيا، في وقت ارتفعت فيه درجات الحرارة بنسبة كبيرة لتبلغ في سيدني -أكبر مدن أستراليا- 40 درجة مئوية بحلول الساعات الأولى من بعد الظهيرة بالتوقيت المحلي، رغم أنها مدينة ساحلية.
وأعلن مسؤولو مكافحة الحرائق خمس مناطق في ولاية نيو ساوث ويلز مناطق كوارث.
ودعت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد الأمة إلى الاستعداد لما قد يصبح أسوأ يوم تشهده أستراليا فيما يتعلق بحرائق الغابات، وقالت للتلفزيون الأسترالي إن "هذا يوم خطير جدا".
ويأمل رجال الإطفاء أن الطقس الألطف الذي ساد الساحل الشرقي لأستراليا اليوم الثلاثاء حيث انخفضت درجات الحرارة 20 درجة خلال ساعات في بعض البلدات الساحلية، قد يخفف من الأحوال الصعبة.
وحذر مفوض إدارة الحرائق بولاية نيو ساوث ويلز شين فيتزسيمونز من أن هذا التراجع لن يدوم سوى بضعة أيام، قبل أن ترتفع الحرارة مجددا مع هبوب رياح ساخنة.
وأعادت الحرائق إلى الأذهان ما حدث عام 2009 عندما أسفرت حرائق الغابات في ولاية فيكتوريا عن مقتل 173 شخصا وتسببت في خسائر قيمتها 4.4 مليارات دولار، في ما يعرف بيوم "السبت الأسود".