غارات فرنسية على تمبكتو بمالي

A convoy of Malian soldiers is pictured on their way for Mopti on January 19, 2013 in Kongena. West African leaders on January 18 sought urgent financial and logistical aid from the United Nations for a regional force in Mali to boost a French-led offensive against Islamists bearing down from the north
undefined

شن الطيران الفرنسي اليوم غارات على مدينة تمبكتو بإقليم أزواد. وفي حين علقت عملياتها العسكرية مؤقتا، دعت فرنسا وزعماء دول غرب أفريقيا الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي للقوة الإقليمية في مالي، لتعزيز العمليات العسكرية التي تقودها فرنسا ضد الإسلاميين المسلحين الذين يسيطرون على شمال البلاد.

وأوضحت المصادر أن القصف طال مناطق من المدينة، وسبب حالة ذعر لدى السكان الذين لاذ بعضهم بالفرار، مما قد يؤدي لموجة نزوح جديدة باتجاه دول الجوار.

ومن جهة أخرى، ذكر مراسل الجزيرة في مالي أن فرنسا قررت تعليق عملياتها العسكرية البرية لحين استكمال المشاورات مع القوات الأفريقية.

وفي سياق ذي صلة، تضاربت الأنباء عن بلدة ديابالي التي قال الجيش المالي إنه استعادها، إلا أن وزارة الدفاع الفرنسية نفت ذلك.

ويأتي ذلك بعدما استطاع الجنود الماليون -بدعم من القوات والطائرات الفرنسية- استعادة بلدة كونا الرئيسية وسط البلاد الخميس من أيدي المسلحين الذين بدؤوا قبل أكثر من أسبوع في الزحف جنوبا نحو العاصمة باماكو.

وفي هذا السياق، قتل سكان في مدينة غاو (شمال شرق) السبت قياديا إسلاميا، ردا على مقتل صحفي محلي على أيدي مسلحين ضربوه حتى الموت، كما أفادت به مصادر متطابقة.

وغاو هي إحدى المدن الكبرى في شمال مالي. وكان مسلحو حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا يسيطرون عليها بالكامل منذ نهاية يونيو/حزيران الماضي.

‪الرئيس المالي بالوكالة: سنربح هذه الحرب‬ (الفرنسية)
‪الرئيس المالي بالوكالة: سنربح هذه الحرب‬ (الفرنسية)

تعهد بالنصر
وفي الأثناء، تعهد الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري السبت بـ"تحقيق النصر على الإسلامية الدولية"، واستعادة شمال مالي. في حين دعت فرنسا وزعماء دول غرب أفريقيا الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي للقوة الإقليمية في مالي.

وقال الرئيس المالي -في خطاب ألقاه بمناسبة عيد الجيش المالي- إن "مالي تخوض حربا رغما عنها لأن مغامرين من الإسلامية الدولية يفرضونها علينا. مالي تخوض حربا لأن مجاهدين يعتنقون أيديولوجية من القرون الوسطى يريدون إخضاع شعبنا لها".

وأضاف "سنربح هذه الحرب. سنربحها معا باسم الحضارة والديمقراطية. معا نحو غاو وتمبكتو وكيدال".

من جانب آخر، أوضح تراوري أن "مالي لن تنسى هذه السمة الكبيرة للصداقة، وكذلك أخوة الدم والسلاح اللتين تفتحان صفحات جديدة من العلاقات الفرنسية/المالية، ومن العلاقات بين فرنسا وأفريقيا".

طلب الدعم
وعلى صعيد متصل، دعت فرنسا وزعماء دول غرب أفريقيا أمس السبت الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي للقوة الإقليمية في مالي فورا، لتعزيز العمليات العسكرية التي تقودها فرنسا ضد الإسلاميين المسلحين.

‪فابيوس دعا إلى
‪فابيوس دعا إلى "تقديم التبرعات السخية لتمويل ودعم جهود حل الأزمة المالية"‬ (الفرنسية)

وطالب زعماء غرب أفريقيا -في بيان بختام قمة طارئة استضافتها ساحل العاج- الأمم المتحدة بتوفير الدعم المالي واللوجستي الفوري لنشر قوة "ميسما" الأفريقية التي من المقرر أن تتألف من 5800 عسكري.

كما حثت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) دولها الأعضاء، على البدء في إرسال تلك القوات "دون تأخير".

وبدأت نيجيريا وتوغو وتشاد في إرسال جنودها. وقال البيان الذي أعقب القمة إن بنين وغانا والسنغال وليبيريا وسيراليون وساحل العاج قد تساهم أيضا بقوات.

وبدوره دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس -الذي شارك في الاجتماع- إلى "تقديم التبرعات السخية لتمويل ودعم جهود حل الأزمة المالية التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وتمثل خطرا أمنيا على الدول الأخرى".

ودعا المانحين إلى تقديم التزامات في مؤتمر يعقد بإثيوبيا يوم 29 يناير/كانون الثاني الجاري.

وأضاف أن الوقت قد حان لكي يتولى الأفارقة "مهمة وقف هجوم المتطرفين بالسرعة الممكنة"، موضحا أن "فرنسا اضطرت للتدخل بسرعة كبيرة وإلا لكانت اختفت مالي (..)، ولكن من البديهي أن الأفارقة هم الذين يجب أن يحملوا هذه الراية".

وقد نشرت فرنسا ألفيْ جندي على الأرض في مالي، ومن المقرر أن ترسل 500 جندي آخرين في الأسابيع القادمة.

ومن جهة أخرى، أعرب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره البريطاني فيليب هاموند -من لندن- عن دعمهما للعملية التي ينفذها الجيش الفرنسي في مالي لقتال المسلحين ووقف هجومهم باتجاه الجنوب، إلا أنهما أكدا عدم إرسالهم أي قوات إلى مالي.

المصدر : الجزيرة + وكالات