"أصدقاء سوريا" تبحث خطة رحيل الأسد

افتتاح مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس
undefined
تواجه الدول الغربية والعربية التي تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ضغوطا للتوصل إلى خطة لتحقيق ذلك، لكن عدم رغبتها في التحرك خارج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي وصل لطريق مسدود يجعلها تبدو منقسمة وعاجزة.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية ودبلوماسيون كبار من "أصدقاء سوريا" -وهي مجموعة تضم دولا منها: الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا- في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة.

من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "أتوقع فقط أن تقدم أفكارا، لن تكون هناك خطط ملموسة (..) الحكومات ليست مستعدة لتنفيذ خطط ومجلس الأمن لا يتفق على أي شيء".

تنديد بالكلام
وسلطت الجمعية العامة هذا الأسبوع الضوء على الجمود العالمي تجاه القضية، حيث ندد معظم الدول الأعضاء البالغ عددها 193 بالأحداث في سوريا، لكن لا يوجد شيء ملموس أكثر من الكلمات. ووفقا لناشطين فقد أدت الثورة المستمرة منذ 18 شهرا إلى مقتل 30 ألف شخص.

وتمسكت روسيا بموقفها بأن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لانتقال سياسي، وأنها لن تؤيد تحت أي ظرف قرارا من الأمم المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تدخل عسكري. واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات لعرقلة قرارات تندد بالأسد.

ورسم المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي صورة قاتمة لجهود الوساطة عندما أبلغ مجلس الأمن أن الوضع في سوريا يزداد سوءا، وأن حكومة الأسد تتشبث بأمل العودة إلى الماضي.

وحاولت مصر التي يتولى السلطة فيها الرئيس الإسلامي الجديد محمد مرسي ضم تركيا والسعودية وإيران (الحليف الرئيسي للأسد في المنطقة) إلى المحادثات بشأن إيجاد حل، لكنها فشلت في جمعهم حول طاولة المحادثات للمرة الثانية.

دبلوماسيون وصفوا اجتماع اليوم بـ
دبلوماسيون وصفوا اجتماع اليوم بـ"الفرصة" لتبادل الأفكار (الفرنسية-أرشيف)

نداءات رمزية
ولم يكد الرئيس الأميركي باراك أوباما المشغول بجهود إعادة انتخابه في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني يذكر سوريا في كلمته أمام الجمعية العامة.

من جانبها حثت فرنسا -المستعمر السابق لسوريا- الأمم المتحدة على حماية المناطق "المحررة" في البلاد، لكن مسؤولين أقروا في أحاديث خاصة بأن هذه النداءات رمزية بالأساس.

وتوافق معظم الدول بما فيها روسيا والصين على مبادئ خطة السلام السابقة المكونة من ست نقاط، وإطار اتفاق تم التوصل إليه في جنيف بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إلا أن هذه الخطط تولد ميتة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن ضمان كيفية تنفيذها.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو "للأسف كل هذه الوساطات فشلت، إننا جميعا ندعم الأخضر الإبراهيمي لكننا تعلمنا أنه يجب أن يكون هناك تفويض قوي يعطى للممثل الخاص".

ويصف دبلوماسيون غربيون وعرب اجتماع اليوم بأنه فرصة "لتبادل الأفكار"، وسيجري في الجلسة تقييم الجهود لتشكيل حكومة انتقالية تضم كل الأطياف وزيادة المساعدات الإنسانية غير القتالية للمعارضة.

كما دعت فرنسا وتركيا إلى إقامة مناطق لحظر طيران تحرسها طائرات أجنبية لحماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ومع فتور الولايات المتحدة إزاء هذه الفكرة يبقى الاقتراح مجرد فكرة.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه أمس الخميس "بالطبع إننا لم نستبعد قط في أي مرحلة أي شيء من على الطاولة (..) نعتقد أنه ما زال يوجد مجال لعملية انتقالية عن طريق التفاوض تؤدي إلى حكومة مؤقتة وفي النهاية إلى سوريا جديدة".

وحذر دبلوماسي عربي خليجي بارز من أي تدخل عسكري مباشر، وقال إن الدول العربية ترى الولايات المتحدة على إنها مفتاح الخروج من الجمود. وأضاف "انتهاج القنوات الشرعية لحل القضية هو أفضل وسيلة وأي إجراء تتخذه الدول منفردة سيؤدي إلى مزيد من العنف".

وقال الدبلوماسي "الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي يمكنه أن يجبر روسيا على تغيير موقفها"، مضيفا أنه لا يرى تحركا حقيقيا بشأن الأزمة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.

المصدر : رويترز