رئيس ميانمار يحذر من العنف الطائفي
حذر رئيس ميانمار ثين سين من أن العنف الطائفي الذي يجري في ولاية راخين غربي البلاد بين المسلمين والبوذيين يمكن أن يعرّض تحوّل ميانمار إلى الديمقراطية للخطر إذا انتشر بشكل أكبر، وأعلنت الأمم المتحدة اليوم بدء إجلاء موظفيها من الولاية لدى تصاعد التوترات هناك.
وحذر ثين سين من أن مستقبل الديمقراطية بالبلاد في خطر بعد ثلاثة أيام من العنف في راخين بين البوذيين والمجموعة المسلمة المعروفة باسم الروهنغيا المنحدرين من أصول جنوب آسيوية والذين لا تعترف بهم ميانمار أو بنغلاديش المجاورة كمواطنين.
وقال التلفزيون الرسمي إن الرئيس أعلن حالة الطوارئ والإدارة العسكرية في ولاية راخين من أجل استعادة القانون والنظام بأسرع ما يمكن.
حظر التجول
وأرسلت بالفعل قوات إضافية إلى المنطقة مطلع الأسبوع بعد أعمال عنف أدت لمقتل سبعة أشخاص على الأقل، كما أن حظر التجول بدأ السريان في بعض البلدات.
وقال ثين سين "إذا وضعنا القضايا العنصرية والدينية في المقدمة، وإذا وضعنا الكراهية التي لا تنتهي مطلقا والرغبة في الانتقام، والأعمال الفوضوية في المقدمة، وإذا واصلنا الانتقام وإرهاب وقتل بعضنا البعض فهناك خطر أن تتزايد الاضطرابات وتتجاوز راخين".
واستمر قائلا "إذا حدث هذا، فإن على الشعب أن يدرك أن استقرار وسلام البلاد وعملية التحول للديمقراطية والتنمية والتي لم تتجاوز مرحلتها الانتقالية الآن قد تتأثر بشدة وسيضيع الكثير".
دعوة للتسامح
وأضاف الرئيس أن الحكومة ستعوض المتضررين، وطلب من الناس أن يتحلوا برحابة الصدر والتفاهم.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن ما لا يقل عن خمسمائة منزل ومباني أخرى أحرقت أثناء أعمال العنف.
وقال ثين سين "إننا نعمل مع الجماعات الدينية والزعماء الدينيين والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووجهاء القرى والبلدات لحل المشكلات".
وقال أشوك نيغام الممثل المقيم ومنسق الأنشطة الإنسانية للأمم المتحدة بالعاصمة يانغون إن الدفعة الأولى من بين حوالي 44 موظفا وأسرهم غادرت ماونغداو بولاية راخين المضطربة أمس لأسباب أمنية، وإن دفعة ثانية ستغادر اليوم الاثنين.
وأوضح نيغام أن هؤلاء هم الموظفون الأجانب "أما الموظفون المحليون فسيظلون مستمرين في تسيير العمل" بالولاية المحاذية لبنغلاديش.
وتعد تلك أعنف اضطرابات طائفية تشهدها ميانمار منذ أن حلت حكومة ثين سين الإصلاحية محل مجلس عسكري العام الماضي، وتعهدها بتحقيق الوحدة في واحدة من أكثر دول آسيا تنوعا من الناحية الإثنية.
وكان التوتر قد ساد المنطقة الغربية من البلاد عدة أيام بعد تقارير عن تعرض امرأة بوذية لاغتصاب جماعي وقتلها في جريمة أنحي باللائمة فيها على مسلمين، وما تلا ذلك من قتل انتقامي أمس الأحد لعشرة مسلمين.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن ثلاثة رجال مثلوا أمام المحكمة يوم الجمعة بتهمتي الاغتصاب والقتل.
وتجمع نحو ستمائة شخص الأحد في معبد شويداغون في يانغون الموقع الرئيسي للبوذية الوطنية، للمطالبة بإحقاق الحق مع عبارات لا تفرق بين المسلمين الهنود والبنغال والروهنغيا. وكتب على بعض اللافتات "لا مكان للإرهابيين البنغال" و"أنقذوا الراخين".