استمرار محاكمة زعماء الخمير الحمر
وطلب نون تشيا -المعروف باسم "الشقيق رقم اثنين" وهو أحد كبار المنظرين الفكريين لنظام الخمير الحمر- من المحكمة المدعومة من الأمم المتحدة مراعاة السياق التاريخي الذي حكم فيه النظام في الفترة ما بين 1975 و1979، متهما المحكمة بأنها تهتم برأس النظام بدلا من الاهتمام بأتباعه ومعاونيه.
وأشار القيادي السابق إلى القصف الأميركي الجوي لكمبوديا في الفترة من عام 1965 وحتى عام 1973 بالإضافة إلى دور فيتنام خلال تلك الفترة.
كما أدلى قائد سجن نظام الخمير الحمر المعروف بـ"إس-21″ والملقب بالرفيق دوتش بشهادته فيما يعرف بـ"القضية رقم 2″، وكانت محكمة الاستئناف قد حكمت الشهر الماضي بالسجن مدى الحياة على دوتش، بعد أن وجهت له تهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
يذكر أن المتهمين الآخرين في "القضية رقم 2" هما رئيس الدولة الأسبق خيو سامفان ووزير الخارجية الأسبق إينج ساري.
في غضون ذلك أعلن قاض سويسري اليوم الاثنين استقالته من المحكمة المدعومة من قبل الأمم المتحدة.
وذكر بيان صادر عن المكتب الصحفي للقاضي السويسري -ويدعى لوران كاسبر أنسرموت- أنه تقدم باستقالته كقاضي تحقيق دولي احتياطي لدى الأمانة العامة لمجلس الأمم المتحدة، مؤكدا أن "الظروف لم تعد تسمح له بأداء المهام المنوطة به بحرية وبصورة صحيحة".
وتأتي هذه الاستقالة في أعقاب شهور من الجدل بشأن المنصب الذي يشغله القاضي، حيث اتهمت الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي كمبوديا بخرق اتفاق أبرم عام 2003 بشأن محاكمة رموز نظام الخمير الحمر، عندما قررت السلطة القضائية عدم الموافقة على كاسبر أنسرموت كقاضي تحقيق دولي احتياطي.
لكنها أصرت على أن القاضي السويسري يمكنه مواصلة التحقيق في القضايا المعروضة على المحكمة رغم أن قاضي تحقيق كمبودي يدعى يو بونلينغ لم يعترف بسلطته، وأصدر الشهر الماضي بيانا يتهم فيه أنسرموت بأن لديه "نوايا سيئة" ويظهر "عنادا وعدم اكتراث" بقواعد المحكمة.