أوكسفام تدعو لإغاثة منطقة الساحل

على اليمين/ لاله عيشة ناشطة حقوقية موريتانية، ثم المدير الإقليمي لمنظمة أوكسفام استيف كوكبيرن، ثم المطرب السنغالي بابامال، ثم مدير أوكسفام موريتانيا
جانب من المؤتمر الصحفي لأوكسفام بنواكشوط (الجزيرة نت)
جانب من المؤتمر الصحفي لأوكسفام بنواكشوط (الجزيرة نت)

 أمين محمد-نواكشوط

أطلقت المنظمة البريطانية الخيرية أوكسفام نداء دوليا من أجل إنقاذ ومساعدة الملايين من سكان منطقة الساحل الأفريقي الذين يعانون من أزمة غذائية حادة قد تتحول إلى "مجاعة حقيقية" على غرار ما وقع في منطقة القرن الأفريقي إذا لم يُتدارك الأمر في القريب العاجل بحسب المنظمة الدولية.

وقال المدير الإقليمي لأوكسفام بغرب أفريقيا ستيف كوكبيرن -في مؤتمر صحفي بنواكشوط- إن 12 مليونا من سكان منطقة الساحل يعانون في الوقت الحالي من أزمة غذائية ويواجهون في المستقبل مخاطر الجوع والموت بسبب تداعيات موجة الجفاف التي تضرب المنطقة.
وأضاف كوكبيرن أن منظمته تحتاج إلى 700 مليون يورو لمواجهة آثار وتداعيات الجفاف في المنطقة، مشيرا إلى أنه لم يتم الحصول حتى الآن إلا على نحو ثلث هذا المبلغ.

كوكبيرن (يمين): 12 مليون من سكان الساحل يعانون من أزمة غذائية
كوكبيرن (يمين): 12 مليون من سكان الساحل يعانون من أزمة غذائية

أزمة خطيرة
ويقول بيان للمنظمة وزع على هامش المؤتمر الصحفي إن ثلث سكان موريتانيا أي نحو 700 ألف شخص يعانون من أزمة غذائية خطيرة هذا العام، وأن ربع الأسر الموريتانية القاطنة في الريف يعاني أزمة غذائية بسبب غياب الأمطار وأن حوالي نصف هذه النسبة (12.9%) يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

كما أشار البيان إلى أنه من بين التداعيات الخطيرة للجفاف تراجع إنتاج محصول القمح في موريتانيا خلال العام المنصرم بنحو 52% مقارنة بسنة 2010، في حين ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تراوحت بين 20 و40%.

وقالت المنظمة إنها قدمت مساعدات في الفترة الأخيرة لأكثر من 30 ألف من سكان موريتانيا، وإنها ستواصل تقديم تلك المساعدات وبذل جهود إضافية في مجال البحث والتنقيب عن المياه الصالحة للشرب في المناطق المتضررة من آثار الجفاف.

وخلال المؤتمر الصحفي لأوكسفام قال المطرب السنغالي الشهير بابا مال إنه يحس بالألم ويمتلئ قلبه حزنا بسبب الوضع المأساوي الذي شاهده خلال زيارة له مع أوكسفام لمناطق الجنوب الموريتاني، وقال إنه من المخيب للآمال أن نرى أطفالا جائعين لا يستطيعون الحصول على لقمة العيش، فضلا عن أن يفكروا في شيء آخر.

‪بابا مال‬  (يمين)
‪بابا مال‬ (يمين)

نداء للعالم
ووجه بابا مال -وهو سفير للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي- نداء للعالم من أجل إنقاذ أطفال هذه المنطقة ومساعدة سكانها على مواجهة تداعيات الجفاف وانعدام الأمطار، مشيرا إلى أنه شاهد بالجنوب الموريتاني كيف تعاني المرأة الريفية الأمرين جراء انعدام الأمطار واغتراب الزوج بحثًا عن مصدر للرزق.

وقال إنه يجب تقديم هبة دولية لمساعدة المتضررين من الجفاف في دول الساحل، مؤكدا أن الوقت قد حان ليقدم الأغنياء جزءًا من ثرواتهم وأرباحهم للتخفيف من وطأة الأزمة الغذائية الحادة التي يواجهونها.

كما اعتبر المطرب ذو الشهرة العالمية أنه بوسع الفنانين الأفارقة المساهمة بجهدهم المتواضع في حملة حشد التأييد من أجل مساعدة الملايين في الساحل الأفريقي وإقناع أصحاب القرار المالي والاقتصادي بالمساهمة في هذا المجهود.

يذكر أن كارثة الجفاف كانت قد حلت بمنطقة الساحل في سبعينيات القرن الماضي وأدت إلى وفاة الكثير من الأشخاص ونفوق أعداد كبيرة من المواشي وهجرة سكان الأرياف نحو المدن الكبرى، مما ساهم في تحولات اقتصادية واجتماعية أثرت بشكل سلبي على بنية دول المنطقة.

المصدر : الجزيرة