حقوق الإنسان والمصالحة بقمة آسيان

قمة بنوم بنه .. لمواجهة تحديات إقامة مجتمع آسيوي واحد بحلول عام 2015
undefined

سامر علاوي- بنوم بنه

دشن قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) العشرة الأحد في احتفالين منفصلين "إعلان آسيان لحقوق الإنسان"، و"معهد السلام والمصالحة" وذلك في بداية أعمال القمة الحادية والعشرين للرابطة التي تستضيفها العاصمة الكمبودية بنوم بنه.

وقال الأمين العام للرابطة سورين بيتسوان "من المؤكد أنه يمكن استخدام هذا الإعلان في مراقبة ممارسة وحماية وتعزيز حقوق الإنسان هنا في دول الرابطة".

وقال وزير الخارجية الإندونيسي مارتي ناتالجاوا "إنه معيار مهم لدول آسيان لكي تظل نزيهة  بالنسبة لالتزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان".

وقال مسؤولون كمبوديون للجزيرة نت، إن التعجيل في التصديق على إعلان حقوق الإنسان وإقامة معهد للسلام والمصالحة في جنوب شرق آسيا فرضته الظروف الملحة في المنطقة، وضربوا مثالا لذلك العنف ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار.

وقدمت إندونيسيا مقترحا لإضافة ملحق لإعلان حقوق الإنسان الآسيوي ينص على مرجعية المواثيق الدولية لحقوق الإنسان خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ولم يتضح هل تمت الموافقة على المقترح تفاديا للانتقادات الواسعة التي وجهت لإعلان الآسيان وعدم موافقته للمعايير الدولية.

وعلى الرغم من إقرار مسؤولين كثر بوجود خروقات لحقوق الإنسان في دول آسيان، فإنهم أبدوا تفاؤلهم بأن يكون الإعلان بداية انطلاق وليس نهاية مطاف لاهتمام آسيوي بحقول الإنسان.

وكانت منظمة آسيان قد أخفقت في اجتماع وزراء خارجيتها في يوليو/تموز الماضي في التوصل إلى بيان مشترك للمرة الأولى في تاريخها بسبب الخلافات بشأن النزاعات الحدودية بين دول المجموعة.

وقد حال تدخل الصين -التي تتمتع بعلاقات متميزة مع كمبوديا- دون هيمنة مسألة النزاع في بحر الصين الجنوبي على قمة بنوم بنه، حيث يمس النزاع الحالي أربعة من دول آسيان هي الفلبين وماليزيا وبروناي وفيتنام، واتخذت قمة بنوم بنه عجلة التقدم شعارا لها على شكل دولاب بعشرة أعمدة يرمز كل منها إلى إحدى الدول الأعضاء.

دعوة وتحديات
وكان رئيس الوزراء الكمبودي هون سين قد دعا في كلمته الافتتاحية إلى بذل المزيد من الجهود للوصول إلى هدف اندماج شعوب الآسيان بحلول عام 2015، وأشاد بما تحقق خلال 45 عاما من عمر الرابطة في مجالات الأمن السياسي والاقتصاد المجتمعي والتواصل الثقافي والاجتماعي.

لكن هون سين قال إن آسيان تواجه تحديات كبيرة لتحقيق الشعار الذي رفعته "مجتمع واحد – مصير واحد" بحلول 2015 وذلك في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وأضاف أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة الديون في أوروبا والولايات المتحدة ما زالت تلقي بظلالها على دول المجموعة، وكذلك الاضطراب الحاصل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وارتفاع أسعار النفط.

رئيس وزراء كمبوديا هون سين (يسار) أشاد بإنجازات آسيان خلال 45 عاما (الفرنسية)
رئيس وزراء كمبوديا هون سين (يسار) أشاد بإنجازات آسيان خلال 45 عاما (الفرنسية)

وقال إن منطقة جنوب شرق آسيا تعاني من مشاكل الأمن الغذائي والكوارث الطبيعية والتفاوت الكبير في التنمية بين دول المجموعة والجريمة المنظمة والإرهاب والنزاعات البينية والداخلية.

يشار إلى أن رابطة آسيان تضم كلا من إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلند والفلبين ولاغوس وفيتنام وميانمار وبروناي إضافة إلى كمبوديا الدولة المضيفة للقمة.

ومن المقرر أن ينضم الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أعمال القمة غدا الاثنين، وستتوسع لتشمل أيضا قادة اتحاد دول شرق آسيا الذي يضم الصين وروسيا واليابان والهند وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزلندا وروسيا.

كما تناقش قمة آسيان التي ستستمر حتى بعد غد الثلاثاء، النزاعات الإقليمية بين أعضائها حيث تزعم الصين أحقيتها في بحر الصين الجنوبي الذي يمتد عبره خط شحن رئيسي، ويعتقد أنه غني بالموارد، وتزعم أيضا كل من الفلبين وماليزيا وبروناي الأعضاء في آسيان السيادة على أجزاء في المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات