قمة للقيادات الدينية الأفريقية بإسطنبول

أردوغان يستضيف أئمة إفريقيا

أردوغان يؤكد على "الأخوة الإسلامية الصادقة" مع دول أفريقيا (الجزيرة نت)

عبد الله بن عالي-إسطنبول

افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين بإسطنبول، القمة الثانية للقيادات الدينية الإسلامية في أفريقيا بحضور 110 مشاركين قدموا من 46 دولة أفريقية.

وفي كلمة ألقاها أمام المدعوين في قصر "دولما باهتشه" أكبر مقرات السلاطين العثمانيين، أكد أردوغان أن أنقرة عازمة على ترميم علاقاتها التاريخية مع البلدان الأفريقية، مشيرا إلى النمو المطرد للروابط الدبلوماسية والثقافية والتجارية بين تلك الأقطار وتركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى سدة الحكم عام 2002.

و قال أردوغان إن دور الزعامات الإسلامية الأفريقية مهم لتلك العلاقات لأن القيادات الدينية هي التي "تفتح القلوب وأبواب الخير".

وأشاد بدور أفريقيا في التاريخ الإسلامي وكرر ما قاله، قبله، رئيس دائرة الشؤون الإسلامية التركية محمد غورماز، من أن الحبشة آوت مهاجرين من الصحابة قبل هجرة المسلمين من مكة إلى يثرب (المدينة المنورة).

وشدد أردوغان على أن بلاده عاقدة العزم على تكثيف علاقاتها مع بلدان القارة بهدف بناء شراكة كبيرة قائمة على الأخوة الإسلامية الصادقة، منددا بسلوك الدول الغربية التي أشار إلى مسؤوليتها في "استغلال مقدرات القارة".
 

أردوغان:
دور الزعامات الإسلامية الأفريقية مهم لعلاقاتنا لأن القيادات الدينية هي التي تفتح القلوب وأبواب الخير

تطور في العلاقات
وأعرب أردوغان عن سعادته بالتطور الملحوظ الذي عرفته العلاقات التركية الأفريقية السنوات العشر الأخيرة، إذ تضاعف عدد السفارات التركية بالقارة ثلاث مرات ليصل الآن لـ25 ممثلية دبلوماسية، وهو عدد من المقرر أن يرتفع إلى 34 قبل نهاية 2012.

كما أصبحت أنقرة تتمتع بصفة العضو المراقب في الإتحاد الأفريقي الذي لعب أعضاؤه دورا حاسما بانتخابها عام 2008 كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي.

وعلى الصعيد الثقافي، استقبلت تركيا، في نفس الفترة، مئات الطلبة الأفارقة كما افتتحت عشرات المدارس التركية بالعديد من المدن الأفريقية.

أما حجم المبادلات التجارية بين تركيا والبلدان الأفريقية، فقد قفز إلى عشرين مليار دولار عام 2009، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما كان عليه عام 2003.

وقد أصبحت مبيعات أنقرة لأقطار أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء تمثل عشر الصادرات الإجمالية للبلاد. كما انضمت تركيا بصفتها "عضوا غير إقليمي" للبنك الأفريقي للتنمية، وخصصت 65 مليون دولار لمساعدة البلدان الأفريقية.

وألمح أردوغان إلى أن الطفرة التي تعرفها العلاقات التركية الأفريقية جاءت نتيجة مبادرات أطلقتها حكومة حزب العدالة والتنمية منذ وصولها إلى السلطة.

فقد قررت آنذاك أن تجعل من عام 2005 "سنة أفريقيا" كما احتضنت إسطنبول عام 2006 الدورة الأولى لقمة القيادات الدينية الإسلامية بأفريقيا، وعام 2008 ، أول قمة تركية أفريقية تميزت بتوقيع تركيا لاتفاقيات ثنائية مع 44 دولة أفريقية.

غوبوبي أثنى على مواقف تركيا
غوبوبي أثنى على مواقف تركيا "الشجاعة"  

انتقادات
غير أن هذا الوضع لم يمنع رئيس الوزراء التركي من توجيه انتقادات ضمنية للنخب الإسلامية بأفريقيا، معتبرا أن النزاعات البينية وغياب الشورى والتفسير الخاطئ للإسلام تعد من أسباب المشاكل التي يواجهها المسلمون بتلك القارة، وفي مناطق أخرى من العالم الإسلامي كأفغانستان والعراق وفلسطين وسوريا.

أما وزير الشؤون الإسلامية الصومالي، أحمد حسن غوبوبي، فقد أثنى على ما أسماه المواقف التركية الشجاعة إزاء أفريقيا معتبرا أن زيارة أردوغان لمقديشو في أغسطس/ آب الماضي "كسرت الحصار الدولي" الذي كان مفروضا على بلاده.

وتبنى نفس الطرح الرئيس السابق لجزر القمر، أحمد عبد الله سامبي، الذي رأى أن تركيا مهيأة الآن لاستئناف دورها الريادي في العالم الإسلامي.

وأعرب عن اعتقاده بأن "ما سنراه من قادة تركيا الحاليين لن يكون أقل مما رأيناه من حكام تركيا في ماضيها القريب" في إشارة إلى السلاطين العثمانيين الذين حكموا البلاد حتى إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924 على يد كمال أتاتورك.

المصدر : الجزيرة