أميركا تمهد لعقوبات جديدة ضد إيران

International Atomic Energy Agency (IAEA) Director-General Yukiya Amano (C) smiles during the board of governors conference at the agency headquarters in Vienna on November 17, 2011

 آمانو تعرض لانتقادات قاسية من إيران بسبب تقرير الذرية (الفرنسية)

تفاوتت ردود الفعل الدولية تجاه قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر أمس الجمعة بشأن البرنامج النووي الإيراني، فبينما تخطط أميركا لفرض عقوبات جديدة رحبت روسيا وألمانيا به لاعتبارات مختلفة.

وأصدر مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس قرارا أدان إيران على خلفية ملفها النووي واشتباه الدول الغربية بسعيها لامتلاك السلاح النووي، وهدد طهران بعقوبات جديدة.

وقالت مصادر أميركية مطلعة عقب صدور القرار إن الولايات المتحدة تعتزم معاقبة صناعة البتروكيمياويات الإيرانية، سعيا لزيادة الضغط على طهران بعد توفر ادعاءات جديدة باحتمال سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وتوقعت المصادر -التي تحدثت شريطة عدم نشر اسمها- الكشف عن هذه العقوبات بعد غد الاثنين، وأوضحت أن الولايات المتحدة تتطلع لإيجاد وسيلة لمنع الشركات الأجنبية من مساعدة صناعة البتروكيمياويات الإيرانية بالتهديد بحرمانها من دخول السوق الأميركية، كما رجحت أن تحذو الدول الأوروبية حذو الولايات المتحدة رغم أن ذلك لن يكون بشكل فوري.

ترحيب
undefinedوحظي قرار الوكالة بترحيب روسيا -التي أيدته هي والصين إلى جانب 30 دولة من إجمالي 35 دولة عضوا في مجلس حكام الوكالة الدولية- ورأت أنه "ليس إدانة لأي كان بل مواصلة للحوار والتخفيف من حدة التوتر".

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو تتشارك مع الآخرين في القلق الذي عبر عنه القرار، إلا أنها تشدد على معارضتها لأي محاولة لتوتير الأجواء المحيطة بهذا الموضوع، وتأكيد رغبة المجتمع الدولي في التوصل إلى حل عبر المفاوضات.

كما أشادت روسيا بالجهود الإضافية التي بذلتها إيران خلال الفترة الأخيرة للدفع قدما نحو حوار مع الوكالة وللتخفيف من مظاهر القلق.

أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله فقد رحب بالقرار، وقال إنه يعبر عن القلق الكبير للمجتمع الدولي إزاء الشق العسكري المحتمل في البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف أنه في حال واصلت إيران رفض قيام مفاوضات جدية حول برنامجها النووي، فإن العقوبات الإضافية ستصبح أمرا لا مفر منه. ودعا إيران للاختيار بين التعاون الجدي والعزلة الدولية.

التفاوض
وفي إطار ردود الفعل الغربية أيضا، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إيران إلى الموافقة على اقتراحات التفاوض المعروضة عليها.

وقالت آشتون إنها تحض مرة أخرى إيران على الرد بشكل أكثر إيجابية على العروض والاقتراحات التي قدمتها إليها مع الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).

وأكدت أنها لا تزال تنتظر ردا من الإيرانيين على رسالتها الأخيرة في  أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي كررت فيها عروضها، واعتبرت أن قرار الوكالة الذرية هو رد على ما وصفتها بالنتائج الدامغة تماما للنشاطات النووية الإيرانية التي وردت في تقريرها الأخير.

من جهته ضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صوته إلى صوت الأسرة الدولية في مطالبتها إيران بتبديد كل الشكوك المحيطة ببرنامجها النووي وإمكانية أن يكون يخفي خلف ستاره المدني برنامجا عسكريا.

 سلطانية: تقرير الذرية خطأ تاريخي (الفرنسية)
 سلطانية: تقرير الذرية خطأ تاريخي (الفرنسية)

تنديد ومقاطعة
أما إيران فاعتبرت أن التقرير الذي أصدره المدير العام للوكالة الذرية يوكيا آمانو مؤخرا يمثل "خطأ تاريخيا"، وقال مندوبها لدى الوكالة علي أصغر سلطانية إن آمانو انحرف عن مسار التعاون بين إيران والوكالة.

واتهم سلطانية آمانو بإصدار "تقرير غير قانوني ومنحاز وغير مبرر ومسيّس"، يستند حسبه إلى معلومات قدمتها استخبارات حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وحمله مسؤولية "تسريبات" تعرض للخطر حياة علماء إيران وعائلاتهم.

وقال سلطانية إن بلاده لن تشارك في محادثات نادرة تستضيفها الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الحالي لدول في الشرق الأوسط لبحث جهود تخليص العالم من الأسلحة النووي.

وقال سلطانية إن آمانو لم يتحدث حتى عن القدرات النووية الإسرائيلية، مشيرا للترسانة الذرية المفترضة لدى إسرائيل، وتساءل "كيف يمكننا الرد بإيجابية على دعوة آمانو؟"

ومن المعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل لديها الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتواجه إدانة عربية وإيرانية متكررة.

المصدر : وكالات