سياسي ألماني يدعو لصفقة مع طالبان

Taliban fighters display their weapons during a patrol in Ghazni province on January 23, 2010

undefined
 
خالد شمت-برلين

 
اعتبر سياسي ألماني بارز أن تحقيق استقرار دائم في أفغانستان لن يكون ممكنا إلا بتمكين زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر وقائد الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار من الوصول إلى السلطة عبر صفقة سياسية يبرمها الغرب معهما ومع باقي الفرقاء الأفغان.
 
وقال رئيس كتلة حزب الخضر المعارض في البرلمان الألماني، يورغن تريتين، في مقابلة مع صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ إنه متأكد من وصول الملا عمر وحكمتيار، ووصفهما بأنهما "واسعا النفوذ والموضوعان على قائمة الأمم المتحدة للإرهاب" في المنظور القريب أو البعيد إلى سدة الحكم في أفغانستان من خلال تفاهم أو صفقة.
 
ورأى تريتين الذي شغل منصب وزير البيئة بحكومة المستشار السابق غيرهارد شرودر أن أفضل الحلول المتاحة للغرب قبل سحب قواته من أفغانستان، هو التوصل إلى صفقة لا تستبعد أيا من القوى الموجودة في هذا البلد، بما فيها القوى التي وصفها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالشريرة ودعا لإبادتها.

التصفية المتعمدة
وهاجم السياسي الألماني ما اعتبرها سياسة التصفية الجسدية المتعمدة التي تمارسها الولايات المتحدة ضد قادة حركة طالبان ووصفها بالخطيئة الكبيرة، وقال "لا أفهم كيف يمكن الوصول إلى تسوية مع قادة طالبان الكبار في الوقت الذي تستهدف فيه الولايات المتحدة القيادات الوسطى في الحركة بالقتل المتعمد مثلما كشفت عنه الوثائق السرية المنشورة على موقع ويكيليكس".

 

جنود ألمان ينقلون جثة أحد رفاقهم قتل في أفغانستان (الفرنسية-أرشيف)
جنود ألمان ينقلون جثة أحد رفاقهم قتل في أفغانستان (الفرنسية-أرشيف)

وأشار تريتين إلى أن قتل ثمانية من موظفي منظمة إغاثة دولية في أفغانستان السبت الماضي كشف عن تردي الحالة الأمنية في هذا البلد إلى مستوى غير مسبوق، واتهم الحكومة الألمانية بأنها تفتقد إستراتيجية محددة لأفغانستان ودعاها لاتباع سياسة جديدة تحدد فيها أولوياتها في التعامل مع الوضع القائم هناك.

 
واستغرب القيادي البارز في حزب الخضر رفض الحكومة تحديد موعد لسحب قواتها من أفغانستان في الوقت الذي حدد فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 2014 لسحب القوات المقاتلة من هناك.
 
وقال "إن الهولنديين انسحبوا، والكنديين يعتزمون الخروج العام القادم، والبولنديين حددوا عام 2012 لانسحاب قواتهم، وليس مقبولا أن يبقى الألمان حتى النهاية ليطفئوا الأنوار قبل المغادرة" متوقعا التزام ألمانيا في النهاية بما يقبل به الناتو.
 
واقع جديد
واعتبر تريتين أن ألمانيا لديها حاليا "نقص في القيادة السياسية وتفتقد لإستراتيجية واضحة المعالم في مجال السياسة الخارجية" وانتقد تركيز كل محددات السياسة الخارجية في يد المستشارة أنجيلا ميركل، ورأى أن تنقل وزير الخارجية غيدو فيسترفيله بين العواصم العالمية بلا أهداف محددة يقلل من وزن ألمانيا على الصعيد الدولي.
 
ودعا السياسي الألماني لوضع إستراتيجية ألمانية جديدة تستوعب المتغيرات العالمية، وتعترف بوجود توازن دولي جديد تلعب فيه الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا دورا سياسيا متناميا حاليا ومستقبلا.
المصدر : الجزيرة