دعم أميركا للهند تدفع ثمنه بأفغانستان

A Kashmiri protester holds a banner during an anti-India rally in Srinagar on September 11, 2010. The Muslim-majority Kashmir valley has been rocked by unrest since a teenage student was killed by a police tear-gas shell on June 11

القضية الكشميرية تقع في صلب التوتر الهندي الباكستاني (الجزيرة-أرشيف)

أدى دفع الولايات المتحدة الهند إلى الواجهة في أفغانستان إلى إحداث رد فعل سلبي لدى باكستان، التي أصبحت تخشى من احتمال مجيء حكومة أفغانية موالية للهند فتصبح بين المطرقة والسندان.

تقول إحدى البرقيات التي سربها موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مراجعة سياستها بشأن إعطاء دور كبير للهند في المنطقة.

وكان بعض المراقبين قد رجحوا أن الخطة الأميركية لإبراز الهند -التي تسكنها غالبية هندوسية- كقوة إقليمية يرجع إلى القلق من تصاعد النفوذ الإسلامي في وسط وجنوبي شرقي آسيا حيث يتواجد غالبية المسلمين في العالم.

تقول البرقية الصادرة من سفارة الولايات المتحدة في باكستان والمؤرخة في 23 سبتمبر/أيلول 2009 إن باكستان تدرك أن الهند هي التهديد الرئيسي لها، وهذا الإدراك ينسحب على رؤيتها للصراع في أفغانستان.

حكومة هندية الهوى

"
ليس هناك أي أمل أن يعتبر الباكستانيون رفع سقف المعونات هو ثمن مناسب لوقف دعم تلك المجموعات، التي تراها باكستان كجزء حيوي من ترسانتها الأمنية الموجهة نحو الهند
آن باترسون
"

وتمضي البرقية بالقول إن الإدارة الباكستانية تخشى من حكومة هندية الهوى في أفغانستان قد تستخدمها الهند في شن حرب عليها بالوكالة. وبغض النظر عن مدى موضوعية المخاوف الباكستانية، فإن الاستثمارات الهندية المتصاعدة والدعم الهندي المتزايد للحكومة الأفغانية وبتشجيع أميركي، يدفع باكستان إلى احتضان مجموعات طالبان والجماعات الأخرى التي تعتبر معادية للهند.

وتكمل السفيرة آن باترسون كاتبة البرقية قائلة "علينا أن نعيد تقييم الدور الهندي في أفغانستان وسياساتنا تجاه الهند ويتضمن ذلك التعاون العسكري المتزايد من خلال مبيعات الأسلحة التقليدية الضخمة، لأن كل ذلك من شأنه تغذية قلق باكستان وبالتالي يدفعها إلى التقرب من المجموعات الإرهابية الأفغانية والكشميرية، كما يسهم ذلك أيضا بتعزيز الشكوك الباكستانية بشأن نوايا الولايات المتحدة. إن حل القضية الكشميرية –التي هي في صلب الدعم الباكستاني للمجموعات الإرهابية- سيساهم بشكل جوهري في تحسين الوضع. يجب التفكير في زيادة المساهمة الأميركية في هذا الجانب".

ثم تتطرق السفيرة في برقيتها إلى عدم جدوى المساعدات المالية في حل معضلة الاحتضان الباكستاني للمجموعات المسلحة الأفغانية والكشميرية.

تقول السفيرة في الخصوص "إن إنهاء الدعم الباكستاني للجماعات الإرهابية والمتشددة الأفغانية منها والكشميرية الهندية، هو احد مفاتيح النجاح الرئيسية (في أفغانستان). ليس هناك أي أمل أن يعتبر الباكستانيون رفع سقف المعونات هو ثمن مناسب لوقف دعم تلك المجموعات، التي تراها باكستان كجزء حيوي من ترسانتها الأمنية الموجهة نحو الهند".

وترى السفيرة أن الحل الوحيد للمشكلة هو العمل على تغييرات على الأرض وتخفيف التواجد الهندي، لأن ذلك من شأنه تغيير الأولويات الأمنية لباكستان وجعلها تتخلى عن المجموعات المسلحة عندما تشعر بأن الخطر قد زال أو خف عنها من ناحية أفغانستان.

المصدر : الجزيرة