أموال إيرانية لأهداف سياسية بأفغانستان

Afghan President Hamid Karzai (R) speaks with visiting Iranian President Mahmoud Ahmadinejad moments before a joint press conference at the presidential palace in Kabul on March 10, 2010

الرئيسان الأفغاني والإيراني أثناء مؤتمر صحفي مشترك في كابل (الفرنسية-أرشيف)

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن عمر دودزاي كبير مساعدي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، يتلقى بشكل دوري دفعات مالية نقدية من إيران التي تحاول توسيع نفوذها داخل دواليب السلطة الأفغانية.

وطبقا لمعلومات حصلت عليها الصحيفة من مصادر أفغانية وغربية في كابل لم تسمها، فإن المبالغ المالية المدفوعة -التي بلغت ملايين الدولارات- تذهب إلى صندوق سري حيث يستعملها كرزاي ودودزاي لكسب ولاء المشرعين الأفغان وشيوخ القبائل وأيضا قادة حركة طالبان.

وقال مسؤول أفغاني سابق إن المال يبقى على الأرجح في مكان آمن بمكتب دودزاي.

وبينما لا يبدو واضحا هل دودزاي يأخذ المال لنفسه أو هو عبارة عن وسيط فقط، أكد مسؤولون أفغان وغربيون أن كبير مساعدي كرزاي يملك على الأقل ستة منازل في دبي بالإمارات وفي فان كوفر جنوب كولومبيا البريطانية.

وقد رفض كل من الرئيس الأفغاني وكبير مساعديه الرد على أسئلة كتابية حول علاقتهم بإيران، وقالت الصحيفة إن دودزاي وصف هذه الاتهامات بأنها مجرد "هراء".

من جهته، رفض السفير الإيراني في كابل فدا حسين مالكي الإجابة على هذه الأسئلة، لكن متحدثا باسمه علق عليها بالقول إنها "كلام شيطاني في وسائل الإعلام الغربية والأجنبية".

وقال مسؤول قريب من الرئيس الأفغاني إن "كرزاي يعلم أنه بدون الولايات المتحدة ينتهي أمره.. دودزاي مصدر كل المشاكل مع الأميركيين حيث يقدم بشكل منتظم معلومات خاطئة أو مضللة".

"
مسؤول أطلسي: المخابرات الإيرانية تناور على الجهتين معا، فهي توفر الدعم المالي والأسلحة والتدريب لمسلحي حركة طالبان، وفي المقابل مولت الحملات الانتخابية لعدد من المرشحين الأفغان خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة
"

حقائب مالية
وفي بداية هذا العام، دعا الرئيس الأفغاني نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى زيارة أفغانستان، حيث قالت بعض المصادر إن نجاد أحضر معه إلى كابل حقيبتين مملوءتين بالأوراق المالية.

وقال مسؤول لم يكشف اسمه إن "الحقيبة الأولى كانت لدودزاي شخصيا، والثانية كانت للقصر".

ضمن نفس السياق، أوردت التايمز أنه في ختام زيارة لكرزاي إلى إيران في أغسطس/آب الماضي، أحضر المالكي إلى طائرة كرزاي الرئاسية حقيبة بلاستكية مملوءة بالعملة الأوروبية وسلمها إلى دودزاي الذي نقلها إلى بيته عند وصوله إلى كابل، بحسب ما أفاد به التقرير.

نفوذ يتعاظم
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تستعمل نفوذها لتسميم العلاقات بين الأفغان وحلفائهم من الأميركيين والأطلسيين.

وفي تعليقه على الموضوع، قال ضابط كبير في قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن المخابرات الإيرانية تناور على الجهتين معا، فهي توفر الدعم المالي والأسلحة والتدريب لمسلحي حركة طالبان، وفي المقابل مولت الحملات الانتخابية لعدد من المرشحين الأفغان خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وأضاف نفس المسؤول أن المخابرات الإيرانية طورت قدراتها على اغتيال المعارضين وتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية داخل أفغانستان.

وعبر عن مخاوفه من تعاظم النفوذ الإيراني قائلا "أنا قلق جدا من تواجدهم القوي داخل أفغانستان وكابل".

المصدر : نيويورك تايمز