الأزمة بين المسلمين والحكومة الفلبينية

Army troops are deployed during heavy fighting against Muslim separatist rebels belonging to the Moro Islamic Liberation Front, in Rangaban village in southern Philippines island of Mindanao, 28 January 2007. MILF rebels agreed 29 January 2007 to end three days of hostilities and reposition its forces away from the farming village to prevent further clashes while the military had agreed to pull out.
قوات من الجيش الفلبيني بعد مواجهة مع جبهة تحرير مورو الإسلامية (الفرنسية-الأرشيف)
قوات من الجيش الفلبيني بعد مواجهة مع جبهة تحرير مورو الإسلامية (الفرنسية-الأرشيف)
 
يعرف المسلمون بالفلبين باسم المورو ويبلغون أزيد من 12 مليونا. ويطلق على مناطقهم بنجسا مورو وتقع جنوبي البلاد وتبلغ 37% من جملة أراضي الفلبين موزعة على 13 ولاية.
 
ومع استقلال الفلبين عن أميركا سنة 1946 طالب مسلمون بنجسا مورو باستقلالهم. فأدى رفض الحكومة مطالبهم إلى دخول البلاد في مواجهة دامية بلغت أوجها في عهد الرئيس الفلبيني الأسبق فرديناند ماركوس. 
 
مسلسل المفاوضات
انتظم مقاتلو بنجسا مورو في جبهة تحرير مورو المؤسسة سنة 1972 واندلعت حرب طويلة آلت إلى جلوس الطرفين على مائدة المفاوضات.
 
وقد رعت منظمة المؤتمر الإسلامي أولى مفاوضات الطرفين بمدينة جدة السعودية سنة 1975.
 
وبعد فشل تلك الجولة استأنفت جولة ثانية في ديسمبر/كانون الأول 1975 بطرابلس في ليبيا تمخض عنها توقيع اتفاق طرابلس بداية سنة 1976.
وينص اتفاق طرابلس على منح المسلمين حكما ذاتيا في 13 منطقة لتصبح 15 منطقة، غير أن الاتفاق ظل حبرا على ورق طيلة عشرين سنة.
 
وفي سنة 1996 وقعت جبهة مورو الوطنية بطرابلس على اتفاق عرف باتفاق طرابلس الثاني ويعطي حكما ذاتيا لأربع مناطق فقط بدل 13. وينص الاتفاق على مرحلة انتقالية لمدة ثلاثة أعوام تشهد خلالها مناطق المورو تنمية مكثفة على أن يلي ذلك استفتاء عام لتحديد مناطق الحكم الذاتي.
 
غير أن مجلس السلام والتنمية لجنوبي الفلبين -وهو هيئة تضم جبهة مورو الوطنية ومنظمات غير حكومية ومسؤولين محليين- عجز عن تطبيق مشروع السلام فانفرط من جديد عقد الاجتماعات.
 
وفي عهد الرئيسة الفلبينية الحالية غلوريا أرويو تجددت محادثات السلام سنة 2001 وتوجت بالتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في أغسطس/آب 2001.
 
وفي 20 أبريل/نيسان 2005 اجتمع الطرفان بمدينة جورج تاون الساحلية شمالي ماليزيا وتابعا مفاوضاتهما في 31 مايو/أيار 2005 بمدينة سلطان قدرات بجزيرة مندناو دون التوقيع على اتفاق محدد.
 
جبهات تحررية متعددة
كان أولى الجبهات ظهورا هي جبهة تحرير مورو المؤسسة سنة 1972غير أنها عرفت انشقاقات عديدة.
 
فقد خرجت من معطفها جبهة مورو الإسلامية سنة 1977 بزعامة سلامات هاشم خريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر قبل أن يتوفى سنة 2003 ويخلفه الحاج مراد إبراهيم. وكان سبب الانشقاق حسب جبهة مورو أن تيار الجبهة الوطنية بدأ يقترب من حكومة مانيلا. وقد اعترفت منظمة المؤتمر الإسلامي بالجبهة ممثلاً لمسلمي الفلبين.
 
كما انشقت جماعة أبو سياف ذات التوجه الجهادي عن جبهة التحرير الوطنية "مورو" عام 1991. ومؤسسها هو عبد الرزاق جان جيلاني المشهور بكنيته أبو سياف المتخرج من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
 
وقد قتل أبو سياف سنة 1998 فتولى القيادة بعده أخوه الأصغر قذافي الزنكلاني وفي عهده انقسمت الجماعة مرات. وهذه الجماعة من أصغر وأكثر الجماعات الإسلامية تشددا وهي تناضل من أجل إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مندناو الواقعة جنوبي الفلبين. وتصنفها حكومة مانيلا وكذلك أميركا على أنها حركة إرهابية.
 
قد انشق عن جبهة مورو الإسلامية نور ميسواري مؤسسا جبهة مورو الوطنية وكان ميسوارى قد وافق على دخول تنظيمه في تفاوض مع الحكومة الفلبينية انتهى إلى توقيع اتفاق طرابلس الثاني الذي نص على حكم ذاتي جزئي لبعض الأقاليم المسلمة.
 
غير أن حكومة مانيلا انقلبت على نور ميسواري وأودعته السجن سنة 2000 بتهمة التحريض على الثورة ثم فر إلى ماليزيا.
المصدر : الجزيرة