تنامي الدعوات لمقاطعة إسرائيل وحملات يهودية مضادة

تظاهرة حاشدة في لندن احتجاجا على الحرب على العراق. - رويترز
 
كشفت صحيفة الأوبزورفر البريطانية في تقرير لها اليوم عن تزايد الضغوط لمقاطعة البضائع الإسرائيلية بينما تشن اللوبيات المناصرة لإسرائيل في الولايات المتحدة هجوما مضادا على من يقفون وراء هذه الدعوات متهمين إياهم بمعاداة السامية.
 
وأوضحت الصحيفة أن عددا من النقابات العمالية والأكاديميين والصحفيين والكنائس يجرون مناقشات بشأن التكتيكات اللازمة لذلك مع حلول الذكرى الأربعين لحرب يونيو/حزيران 1967.
 
وأرجعت سبب تنامي فكرة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل سواء بين البريطانيين أو على المستوى الدولي إلى إخفاقات مبادرات السلام واحدة تلو الأخرى.
 
أضف إلى ذلك الصور اليومية للعنف الذي يتعرض له الفلسطينيون وما نجم عنه من تمزيق لمجتمعهم, فضلا عن التباين الصارخ في عدد الضحايا بين الإسرائيليين (27 قتيلا فقط خلال العام 2006) والفلسطينيين ( 650 شهيدا بينهم 120 طفلا) في نفس العام.
 
واعتبرت أن هذه الحملة تذكر ببداية حملات "مقاطعة" أخرى بدأت بجهود بسيطة قبل أن تستفحل كحملة مقاطعة نظام التفريق العنصري السابق في جنوب أفريقيا.
 
مدى المقاطعة

"
استطلاع للرأي أجرته مجلة تابليت الأسبوعية الكاثوليكية أظهر أن 70% ممن شاركوا في استفتائها العام الماضي يؤيدون سحب الاستثمارات من إسرائيل
"

وذكرت الصحيفة أن هذه العقوبات تتراوح بين رفض بعض دعاة السلام في اليسار الإسرائيلي شراء المنتجات الإسرائيلية المصنوعة في المستوطنات إلى تأييد مؤتمر نقابات العمال في جنوب أفريقيا -الذي يضم أربعة ملايين عضو- للدعوة المطالبة بمقاطعة إسرائيل أكاديميا وثقافيا.

 
كما يجري نقاش هذه المسألة من طرف مجموعات في بلدان مثل إيرلندا والنرويج والسويد وهولندا.
 
وقد تزايدت دعوات مقاطعة إسرائيل بين الكنائس البريطانية, إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة تابليت الأسبوعية الكاثوليكية أن 70% ممن شاركوا في استفتائها العام الماضي يؤيدون سحب الاستثمارات من إسرائيل.
 
وقد ناقش مجمع كنائس إنجلترا سحب استثماراتها من الشركة الأميركية للصناعات الثقيلة (كاتربيلار) لأن جرافاتها تستخدم في هدم بيوت الفلسطينيين, كما سيدرس مؤتمر كنائس ميثوديست الشهر القادم في بريطانيا ما إذا كانت أموالها المقدرة بمليار جنيه يمكن استثمارها في شركات تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
حملة مضادة
ومقابل هذه الدعوات للمقاطعة شنت اللوبيات المناصرة لإسرائيل في الولايات المتحدة حملة مضادة ضارية على من يقفون وراءها واتهموهم بمعاداة السامية.
 
وكانت ردة فعل "الرابطة الأميركية لمكافحة التشهير" قوية جدا, فقد وضعت إعلانا من نصف صفحة في صحيفة فاينانشال تايمز نشرت فيه التالي "38 صحفيا اعتقلوا في إيران وسبعمئة ناشط سياسي اعتقلوا وعذبوا في زيمبابوي وأربعمئة ألف قتلوا في دارفور، لكن النقابات البريطانية اختارت مقاطعة إسرائيل هذه هي معاداة السامية".
 
يشار إلى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قد حذرت نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت من أن تصويت نقابة الأكاديميين البريطانيين لصالح فرض العقوبات على إسرائيل سيؤثر بشكل سلبي على العلاقات بين البلدين.
المصدر : أوبزرفر