مؤتمر دولي في إسبانيا يناقش التمييز ضد المسلمين

Assistants work during the opening session of the Organisation for Security and Co-operation in Europe Conference on Anti-Semitism and on Other Forms of Intolerance in Cordoba, Spain, June 8, 2005.

تعقد منظمة الأمن والتعاون الأوروبي مؤتمرا دوليا حول ظاهرة التعصب والتمييز تجاه المسلمين يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. ويبحث المؤتمرون في مدينة قرطبة بإسبانيا سبل مكافحة هذه الظاهرة حسب ما أفاد المنظمون.
 
وقالت مديرة هيئة دار العرب خيما مارتين مونيوث إن "المؤتمر يتطلع إلى التعرف على الظاهرة وأسبابها ثم اقتراح حلول". وأضافت أنه "ليس هناك معطيات كثيرة حول تلك الظاهرة، ومن المهم جمعها لتفادي تعاظمها أو التقليل من أهمية كره الإسلام".
 
وشددت الباحثة الإسبانية -التي تسعى منظمتها إلى تعزيز العلاقات بين إسبانيا والعالم العربي- على أن ذلك النمط الخاص من التعصب مصدره "جذور" قديمة تقوم على "أفكار مسبقة حول المسلمين"، ويتنامى أيضا بسبب التباسات حديثة مثل الخلط بين الإسلام وما يسمى "الإرهاب".
 
وأشارت مونيوث إلى أن دور وسائل الإعلام أساسي في تفادي تلك الظاهرة ومكافحتها، وانتقدت استخدام عبارة "الإرهاب الإسلامي" واقترحت استبدالها بتسمية "إرهاب القاعدة".
 
من جهته أعرب يوسف فرناندث الناطق باسم جمعية مسلمي إسبانيا (خونتا إسلاميكا) عن أمله في أن يساهم اللقاء في إيجاد حلول ملموسة للمشاكل  الحقيقية المطروحة في إسبانيا وغيرها من البلدان، وخصوصا التراخيص غير الكافية -حسب رأيه- لبناء مساجد جديدة.
 
ويحضر المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ويشارك فيه معظم الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون التي تضم 56 دولة أوروبية إضافة إلى دول من أميركا الشمالية والاتحاد السوفياتي سابقا.
 
ويندرج المؤتمر في إطار المساعي الدبلوماسية التي يبذلها رئيس الوزراء  الإسباني الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو من أجل مزيد من "التفاهم" بين الشعوب والثقافات والديانات باقتراحه فكرة "تحالف الحضارات". كما يحضر المؤتمر الرئيس البرتغالي السابق جورجي سمبايو بوصفه "الممثل الأعلى" للتحالف.
 
وسيعقد قبل المناقشات الرسمية اجتماع تمهيدي لمنظمات غير حكومية في مدينة خاين جنوب إسبانيا لصياغة توصيات المؤتمر الرسمية.
 
يشار إلى أن المؤتمر جاء ثمرة مبادرة اقترحها ثاباتيرو في سبتمبر/ أيلول2004 من على منبر الأمم المتحدة بعد هجمات 11 مارس/ آذار من العام نفسه في مدريد والتي أوقعت 191 قتيلا. وركز ثاباتيرو حينها على ضرورة تفادي الأفكار المسبقة وسوء التفاهم بين العالمين الإسلامي والغربي.
 
وكان جدل قد ثار في إسبانيا نهاية عام 2006 عندما طالبت جمعية "خونتا إسلاميكا" بالسماح للمسلمين بتأدية الصلاة في جامع قرطبة التاريخي، لكن رئاسة الأساقفة صاحبة الموقع رفضت ذلك تفاديا "لاختلاط المصلين"، حيث أضيفت إلى الموقع كاتدرائية داخله بعد سقود المدينة في يد الإسبان في القرن الثالث عشر بأمر من الملوك الكاثوليك الإسبان.
المصدر : الفرنسية