باول يتهم العراق بتطوير أسلحة بيولوجية ونووية

undefined

ــــــــــــــــــــ
باول يعرض صورا التقطت من الأقمار الاصطناعية وتسجيلات صوتية قال إنها دليل على خداع العراق فيما يتعلق بالأسلحة ــــــــــــــــــــ
باول يقدر ما يمتلكه العراق من مواد أسلحة كيماوية ما بين 100 و500 طن وقال إنها قد تعبئ نحو 16 ألف رأس حربية كيماوية
ــــــــــــــــــــ
وزير الخارجية الأميركي يتهم العراق بالسعي لتطوير أسلحة نووية وطلب الحصول على مواد في هذا الصدد من روسيا ورومانيا وسلوفينيا والهند ــــــــــــــــــــ

شن وزير الخارجية الأميركي كولن باول هجوما شديدا على العراق في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي خصص لأدلة تقول الولايات المتحدة إنها تدين بغداد وتثبت عدم تعاونها مع مفتشي الأسلحة. واتهم باول العراق بالمراوغة في الاستجابة لمطالب الأمم المتحدة القاضية بنزع أسلحته المحظورة.

وقال باول إن هدفه هو تقاسم معلومات إضافية مع المجتمع الدولي، وأضاف أن المجلس لا يتعامل مع طرف بريء، مشيرا إلى أن العراق ارتكب انتهاكا ماديا في السابق للقرارات الدولية، وذكر أن القرار 1441 منحه "فرصة أخيرة" لتجريده من أسلحته غير التقليدية.



undefinedوقال إن بعض الأدلة التي يعرضها تم الحصول عليها من مصادر مختلفة أميركية ومن بلدان أخرى، وهي تتضمن صورا فوتغرافية التقطت من الجو، ومحادثات هاتفية لمسؤولين عراقيين تم رصدها، وبعضها جاء من أناس خاطروا بحياتهم من أجل توفيرها.

واستشهد الوزير الأميركي بما قاله رئيس لجنة فرق التفتيش هانز بليكس أمام المجلس في تقريره الذي قدمه يوم 27 من الشهر الماضي، وقال إن العراق لم يلتزم بتعهداته بالتخلص من أسلحته.

وعرض باول في بداية تقريره نصا حرفيا لتسجيلين صوتيين بين ضابطين في الجيش العراقي يتحدثان عن إخفاء عناصر محددة قبل زيارة للمفتشين.

ومما جاء في شريط تسجيل رصد يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي –أي قبل يوم من عودة مفتشي الأسلحة إلى العراق- يطلب فيه من وصفه بأنه ضابط عراقي من ضابط آخر أن يتأكد من عدم وجود أي مركبة معدلة في حال قيام مفتشي الأسلحة بزيارة.

ويسمع في الشريط صوت الضابط الأصغر يطمئن قائده إلى أن كل شيء قد تم إخلاؤه ولم يعد هناك شيء، مشيرا فيما يبدو إلى مركبة من مصنع الكندي الذي قال باول إنه ضالع في "نشاط تسلح محظور".

وفي الشريط الثاني يعطي من قال باول إنه ضابط من الحرس الجمهوري تعليمات لضابط ميداني بإخفاء ذخائر محظورة وبإتلاف خطاب يتضمن أمرا بإخلاء عتاد محظور، وقال باول إن الشريط سجل يوم 30 يناير/ كانون الثاني الماضي.


undefinedكما عرض وزير الخارجية الأميركي صورا التقطت من الأقمار الاصطناعية على مجلس الأمن وقال إنها دليل على خداع العراق فيما يتعلق بالأسلحة المحظورة.

وظهر في الصور ما قال باول إنها مستودعات للأسلحة وسيارة معنية بإزالة التلوث تحسبا لوقوع خطأ داخل المنشأة. وعرض صورة لمستودع سلاح في منطقة التاجي ببغداد، يعتقد بخزن مواد كيماوية فيها. كما عرض صورة تظهر أنه قبل وصول المفتشين كانت السيارة قد تحركت وجرى تطهير المنشأة ولم يعثر المفتشون على شيء.

واتهم باول العراق بإقامة نظام يهدف إلى الخداع وإخفاء أشياء عن مفتشي الأمم المتحدة لا للتعاون معهم ومساعدتهم بل للتجسس عليهم ومراقبة أدائهم، وهي برئاسة نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان وعضوية قصي نجل صدام حسين والفريق عامر السعدي.

قال باول إن تقديرات الولايات المتحدة لما يمتلكه العراق من مواد أسلحة كيماوية تتراوح بين 100 و500 طن. وأضاف أن هذه الكمية التي وصفها بأنها تقديرات متحفظة يمكن أن تعبئ نحو 16 ألف رأس حربية كيماوية. وذكر أن عشرات الرؤوس الفارغة التي عثر عليها مفتشو الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة "يمكن أن تكون مجرد قمة جبل الجليد العائم".

واتهم الوزير الأميركي السلطات العراقية باستخدام سجناء محكوم عليهم بالإعدام في إجراء تجارب الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية عليهم. وأشار إلى أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن هذه التجارب شملت 1600 محكوم عليه بالإعدام.

وقال باول إن الرئيس العراقي صدام حسين أصدر الإذن في الآونة الأخيرة لضباطه باستخدام المواد الكيماوية إذا لزم الأمر.

وفي السياق أيضا ذكر أن العراق أدخل تعديلات على خزانات مقاتلات قاذفة من طراز ميراج فرنسية الصنع لنشر غازات أو أسلحة جرثومية. وأوضح أن التعديلات شملت أربع خزانات من هذا النوع على أقل تقدير. وقد عرض مشاهد فيديو بالأسود والأبيض تظهر طائرة ميراج تنشر لدى عبورها سحابة من الغاز أو الدخان قائلا "لا نملك أي معلومات على أن هذه الخزانات دمرت".

وأكد باول أن هناك إثباتات تمتد إلى عشر سنوات على أن العراق مصمم على تطوير إمكاناته المتعلقة بالأسلحة النووية والحصول على قنبلة نووية. وقال إن بغداد تحاول الحصول من روسيا ورومانيا وسلوفينيا والهند على تجهيزات كهربائية مغناطيسية تسمح بتخصيب اليورانيوم. كما أعلن أن العراق واصل برنامجه للصواريخ البعيدة المدى.

التعاون مع الإرهابيين
وفي مجال التعاون مع ما وصفه بالإرهابيين، قال وزير الخارجية الأميركي إن هناك "رابطا مشؤوما" بين العراق والإرهاب الدولي، وإن العراق "مرتبط بالإرهاب منذ عشرات السنوات".

وذكر أن أعضاء في جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة يقودها أبو مصعب الزرقاوي تعمل بحرية في بغداد منذ ثمانية أشهر. ويرتبط الزرقاوي بمنظمة أنصار الإسلام وهي جماعة تعمل في شمال العراق خارج سيطرة بغداد.


undefinedلكن باول قال إن الزرقاوي أمضى شهرين ببغداد في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران 2002 للعلاج، وإن بعض أعضاء جماعته يقيمون الآن في العاصمة بغداد ويبلغ عددهم 24 عنصرا.

كما أكد باول أن الرئيس صدام حسين هدد العلماء العراقيين إذا كشفوا معلومات لمفتشي الأسلحة عن برنامج التسلح. وقال إن هناك شهادات تشير إلى أن علماء عراقيين "أجبروا على توقيع وثائق" مفادها أن نشر معلومات سرية "ستكون عقوبته الموت".

وفي ختام خطابه قال باول أمام مجلس الأمن الدولي إن الولايات المتحدة لن تسمح للعراق بالاستمرار في حيازة أسلحة غير تقليدية لبضعة أشهر إضافية.

ويحضر جلسة اليوم إضافة إلى باول 11 وزير خارجية تتباين مواقفهم تجاه الأزمة العراقية. وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قد استبق جلسة مجلس الأمن بالإعلان عن أدلة تربط القاعدة بالنظام العراقي الذي قال إنه يوفر بيئة مناسبة لعمل التنظيم.

وكان الرئيس العراقي صدام حسين نفى في مقابلة تلفزيونية أجراها معه السياسي البريطاني وداعية السلام توني بن وبثت أمس أن تكون للعراق صلة بتنظيم القاعدة وقال "لو كانت لنا علاقة بالقاعدة وكنا نؤمن بهذه العلاقة لما خجلنا من الاعتراف بها".

المصدر : الجزيرة + وكالات