قاضي استئناف في شيلي يوصي بعدم محاكمة بينوشيه

undefinedأوصى قاضي الاستئناف فى سانتياغو بإنهاء إجراءات محاكمة ديكتاتور شيلي السابق أوغستو بينوشيه. واستجاب القاضي لطلب الدفاع بعدم المضي قدما فى الدعوى المرفوعه ضد بينوشيه لمسؤوليته عن قتل واختفاء المئات من معارضيه أثناء فترة حكمه.

وقال المتحدث باسم محكمة الاستئناف إن القاضي راؤول روشا قبل الالتماس المقدم من هيئة الدفاع عن بينوشيه (85 عاما) بوقف المحاكمة نظرا لتدهور حالته الصحية, ورفع القاضي توصيته إلى هيئة المحكمة المشكلة من ثلاثة قضاة لإصدار الحكم النهائي بهذا الشأن.

وكان بينوشيه الخاضع حاليا للإقامة الجبرية فى منزله تلقى أمس أمرا قضائيا، يعلمه ببدء إجراءات محاكمته، وضرورة أخذ بصماته وتصويره مثل أي متهم فى قضية جنائية.

ولكن هيئة الدفاع عن الديكتاتور السابق قدمت التماسا عاجلا أوردت فيه تقريرا طبيا من المستشفى العسكري في سانتيغو يؤكد تدهور حالته الصحية والعقلية، بسبب ارتفاع شديد في ضغط الدم يصعب السيطرة عليه.

وكان تصوير بينوشيه وأخذ بصماته تأجل في مناسبتين منفصلتين في أبريل/ نيسان الماضي بطلب من هيئة الدفاع مستندة إلى ظروفه الصحية السيئة.

من جهته أعرب قائد الجيش الشيلي الجنرال ريكاردو إزيوريتا عن ثقته في أن المحاكم ستصرف النظر عن محاكمة بينوشيه بسبب الظروف الصحية التي يمر بها.

ويواجه الرئيس السابق لشيلي الإقامة الجبرية في منزله تمهيدا لمحاكمته في تهم تتعلق بمقتل واختفاء نحو 75 من خصومه بعد الانقلاب العسكري الدموي الذي أوصله إلى السلطة عام 1973، وتعتبر محاكمته في مثل هذا النوع من الاتهامات -إذا تمت- أول محاكمة يواجهها رئيس سابق.

كيسنغر يرفض الشهادة
فى هذه الأثناء رفض وزير الخارجية الأميركى الأسبق هنرى كيسنغر المثول أمام قاضي تحقيقات فرنسي في الدعوي القضائية المرفوعة حاليا في فرنسا ضد ديكتاتور شيلى السابق أوغستو بينوشيه بشأن مسؤوليته عن اختفاء مواطنين فرنسيين فى شيلي أثناء فترة حكمه.

وكان محامي عائلات خمسة فرنسيين قد طالب بمثول كيسنغر أمام القاضي للإدلاء بإفادته حول التهم المنسوبة لبينوشيه بشأن اختفاء خمسة فرنسيين في شيلي خلال فترة حكم الديكتاتور السابق في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى.

وقد استجابت المحكمة لطلب المحامي وأرسلت استدعاء رسميا إلى كيسنغر الموجود حاليا في باريس للمثول أمام قاضي التحقيقات الفرنسي. وأصدرت السفارة الأميركية في باريس بيانا رسميا قالت فيه إن كيسنغر لن يتمكن من المثول أمام المحكمة بسبب ما أسمته "التزامات رسمية سابقة". وقال مصدر مسؤول بالسفارة إنه حال إصرار المحكمة على مثول الوزير الأسبق أمامها فيجب أن تخاطب رسميا وزارة الخارجية الأميركية.

وأكد محامي عائلات الفرنسيين وليام بوردون أن جميع الدلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة كانت تراقب الأوضاع عن كثب فى شيلي خلال حكم بينوشيه، ولديها معلومات حول مصير الآلاف من معارضي الديكتاتور السابق الذين اختفوا أثناء فترة حكمه.

وتأتي هذه القضية في إطار مئات الدعاوى القضائية المدنية المرفوعة في عدة دول أوروبية ضد بينوشيه منذ وضعه قيد الإقامة الجبرية في بريطانيا عام 1998 ثم عودته إلى شيلي العام الماضى بعد أن رفضت لندن تسليمه إلى إسبانيا لمحاكمته بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.  

المصدر : الفرنسية