بلير يعود من ستوكهولم لمواجهة الحمى القلاعية

undefinedاضطر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى مغادرة قمة الاتحاد الأوروبي في العاصمة ستوكهولم مبكرا عائدا إلى بلاده قبل وضع البيان الختامي، لمواجهة أزمة مرض الحمى القلاعية والتي باتت تثير غضبا متصاعدا في أوساط المزارعين البريطانيين.

وكان البيان الختامي قد عبر عن ثقة قادة الاتحاد الأوروبي بأن الإجراءات المتخذة من قبل الدول الأعضاء سوف تستأصل المرض، الذي اتسع نطاقه ليشمل كلا من فرنسا وهولندا وإيرلندا، رغم جهود الوقاية الكثيفة التي قامت بها الجهات المسؤولة.

فقد أعلن في هولندا مساء الجمعة عن اكتشاف رابع حالة إصابة بالحمى القلاعية في مدينة نيجبروك، في حين أعلنت فرنسا عن اكتشاف ثاني حالة إصابة بالحمى القلاعية بالقرب من باريس.

وفي بريطانيا أعطت الحكومة اليوم الضوء الأخضر رسميا لإبادة جماعية للمواشي غير المصابة بالمرض، والتي توجد في دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات حول مواقع طالها الوباء، كإجراء وقائي. وقد يبلغ العدد الإجمالي للحيوانات التي سيتم ذبحها مليون رأس. ويأتي هذا الإجراء بعد تحذيرات من أن أي تأجيل قد يتسبب في خسارة نصف إجمالي الماشية في البلاد، والبالغ عددها 62 مليون رأس.

undefined

وكانت بريطانيا قد قتلت مئات الآلاف من الماشية منذ اكتشاف وباء الحمى القلاعية فيها قبل نحو شهر. ومنذ ذلك الوقت ارتفع عدد حالات الإصابة بالوباء في كل أنحاء بريطانيا إلى 515 حالة.

وأثار احتمال ذبح عدد كبير من رؤوس الماشية غضب المزارعين البريطانيين لفكرة التضحية بمواش سليمة، وأعلن بعضهم أنه سيعارض هذه العمليات حتى لو اقتضى الأمر اللجوء إلى القوة.

وتقول المؤسسة الملكية لحماية الحيوان إن خطة الحكومة للإبادة الجماعية مبالغ فيها، وقالت إنها ذهبت في إجراءاتها أكثر مما ينبغي. من جانبها احتجت منظمة حقوق الحيوان الرئيسية في بريطانيا على طريقة قتل الحيوانات المصابة بمرض الحمى القلاعية، مشيرة إلى أن القتل يتم دون رحمة على حد وصف المنظمة. 

ويقول اقتصاديون إن مرض الحمى القلاعية سيكلف الاقتصاد البريطاني تسعة مليارات جنيه إسترليني، وسيحرم الخزينة من ثلاثة مليارات من الدخل الضريبي للحكومة.

وكان بلير ناشد قادة الاتحاد الأوروبي إرسال أطباء بيطريين إلى بريطانيا للمساعدة في التعامل مع انتشار وباء الحمى القلاعية الذي يدمر صناعة اللحوم في بلاده. وقد بحث القادة الأوروبيون الأزمة، لكنهم لم يبحثوا في إمكان إجراء عمليات تطعيم جماعية لمنع انتشار المرض أكثر من ذلك.

المصدر : وكالات