متطوعون بلغاريون يصطادون اللاجئين ويحرضون عليهم
ويُسمع صوت عنصر من تلك المجموعة، لكن لا يمكن رؤيته في الفيديو، وهو يصرخ بإنجليزية متعثرة: "تركيا، ارجعوا، ارجعوا إلى تركيا، الآن إلى تركيا، ليس بلغاريا، فورا".
وقبلها تم نشر فيديو مشابه صورته مجموعة "الدفاع المدني" داخل إحدى الغابات، وفي التدوينة المصاحبة للفيديو كتب الشخص الذي حمّله على الإنترنت أن مجموعته صادفت 23 لاجئا أفغانيا، وأنها صاحبتهم إلى أقرب قرية في غياب حرس الحدود، ورافق فريق تصوير تابع لقناة "NOVA" البلغارية المجموعة، وروّج لعملها في إطار برنامج حمل عنوان" منطقة خالية".
أقل نقدا
وأثارت مقاطع الفيديو نقاشا حادا في بلغاريا وخارجها، بعدما تناقلتها وسائل إعلام دولية، وينظر الكثيرون في بلغاريا لأنشطة مجموعات الدفاع المدني نظرة أقل نقدا بالمقارنة مع ردود الفعل في الخارج.
وكشف استطلاع أجرته مؤخرا التلفزة الحكومية البلغارية أن أغلبية كبيرة تساند تدخل مجموعات الدفاع المدني في جنوب البلاد، إذ إن نسبة 84% من مجموع من شملهم الاستطلاع يؤيدون تلك التحركات، وفقط 16% ذكروا أنهم يعارضون ذلك.
من هم؟
مجموعات الدفاع المدني ليست منظمات رسمية، بل هي مجموعات تضم أشخاصا يحملون الأفكار والقناعات نفسها، وأبرز هؤلاء يدعى دينكو فاليف، وهو مصارع غير محترف، قدّم نفسه متحدثا لإحدى تلك المجموعات.
تم استجواب فاليف من قبل الشرطة بعد صدور أحدث فيديو في مطلع أبريل/نيسان الجاري، وبات ضيفا في عدد من برامج التلفزة البلغارية، وهو في مداخلاته يساوي غالبا بين اللاجئين والجهاديين، وأصبح مناصروه ينظرون إليه بوصفه "بطلا كبيرا".
وقال فاليف في مقابلة بُثت في مارس/آذار الماضي "إذا كان يحق لهم تفجير قنابل، فأنا أيضا يحق لي ذلك". وقال أيضا إنه سيعمل قريبا على تمويل وحدة حدودية لمجموعة الدفاع المدني.
تدير مجموعة فاليف موقعا على فيسبوك يتبادل فيه نحو عشرين ناشطا صور أنشطتهم ومشاهد الدوريات التي يقومون بها.
ويقول أحد أعضاء مجموعة الدفاع المدني ويدعى سلاف سلافوف -وكان عضوا في الحزب الحاكم ويعيش في بلدة فيسيلينوفو الصغيرة- إن الحزب "دمرني" بعدما طالبت عبر وسائل إعلام بلغارية "بمزيد من الوطنية".
وقال أيضا " يجب أخيرا على الناس تولي المراقبة بأيديهم"، مؤكدا أنه أجبر على التنحي بسبب هذه التصريحات، لكنه يبقى معارضا قويا للاجئين. ويمضي سلافوف إلى القول "اذهبوا إلى إحدى القرى الحدودية لتروا بكاء الناس الكبار الذين تعرضوا للهجوم والنهب من قبل الأجانب".
غير أن موفد دويتشه فيلله عاين الموقف في قرية دولنو يبالكوفو الحدودية فلم يجد أحدا يشتكي، ولم يتحدث أحد هناك عن أعمال سرقة.
الموقف الرسمي
الموقف الرسمي من مجموعة الدفاع المدني لم يظهر إلا بعد أن ذاع صيت أنشطتها؛ فقد وصف وزير الداخلية البلغاري اقتراح فاليف بأنه "غير مقبول"، وطالب وسائل الإعلام بالكشف عن جميع الحالات.
غير أن رئيس الوزراء بويكو بوريسوف ذهب خطوة في الاتجاه المعاكس، فنوه بمجموعات الدفاع المدني، وقال إن حماية الحدود البلغارية الجنوبية يجب أن تصبح مشروعا مشتركا.
وبعدما أثارت فيديوهات مجموعات الدفاع المدني غضبا خارج البلاد، تدارك بوريسوف تصريحاته، وقال عبر فيسبوك إن العمليات غير الشرعية ستخضع للملاحقة القانونية.
وفي 14 مارس/آذار الماضي نأى وزير الخارجية البلغاري دانييل ميتوف بنفسه عن مجموعات الدفاع المدني، وقال إن ذلك أمر "لا يحق لنا السماح به، وفي بلغاريا توجد إدارات ومؤسسات مسؤولة عن ذلك، والمواطنون يمكن لهم في أقصى الحالات الإبلاغ عن الحالات، ولكن ليس من حقهم وضع قوانينهم الخاصة وتطبيقها، ومن يفعل ذلك سيُعاقب".
يشار إلى أن بلغاريا في "دليل للاجئين" بالعربية على الإنترنت تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول التي يجب عليهم تفاديها، وتراجع عدد اللاجئين الذين يحاولون دخول بلغاريا عبر تركيا خلال الشهور الماضية، ولم يتغير الوضع بعد إغلاق الحدود اليونانية المقدونية وطريق البلقان.