جائزة ألمانية تستحضر الانتهاكات "المروعة" بمصر
خالد شمت-برلين
وانتقد المتحدثون الصمت الدولي تجاه ما جرى في مذبحة رابعة العدوية، وطالبوا الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي بربط علاقاتهما مع الحكومة المصرية بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
وحث مدير فرع "أمنستي" بألمانيا ماركوس بيكو -في كلمته باحتفال تسليم جائزة منظمته مساء الاثنين في برلين- حكومة المستشارة أنجيلا ميركل على ربط علاقاتها مع مصر بحدوث تحسن جوهري في أوضاع حقوق الإنسان بهذا البلد، ومطالبة حكومة السيسي بإيقاف التعذيب ومعاقبة المسؤولين عنه، والتنديد بالقمع والاضطهاد الأمني المتواصل للمجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين بمصر.
وقال بيكو إن منح الجائزة إلى مركز النديم جاء تقديرا لإسهاماته خلال ربع قرن بالعلاج الطبي والنفسي للآلاف من ضحايا التعذيب، وتكريسه رسالة ضد تحول التعذيب لواقع يومي بأجندة عمل الأجهزة الأمنية المصرية. وأشار إلى توثيق مركز النديم -الذي تأسس عام 1993- لجرائم التعذيب وعلاج ضحاياه بمستشفاه الذي أغلقته السلطات المصرية العام الماضي بعد حملة مكثفة على المركز.
قمع ممنهج
ومنعت الأجهزة الأمنية المصرية مسؤولة مركز النديم الدكتورة عايدة سيف الدولة من السفر إلى برلين لاستلام الجائزة، وقال الطبيب والناشط الحقوقي طاهر مختار في كلمته أثناء تسلم الجائزة -نيابة عن المركز- إن ما تعرض له مركز النديم من إغلاق هو أحد مظاهر عملية قمع ممنهجة وغير مسبوقة يقوم بها النظام المصري ضد كافة قوى المجتمع المدني والمدافعين عن الحرية والديمقراطية.
ورسم الناشط الحقوقي المصري المقيم في فرنسا صورة سوداوية لأوضاع انتهاكات حقوق الإنسان في بلاده، مشيرا إلى وجود أكثر من سبعين ألف معتقل سياسي في السجون، وانتشار حالات الإخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون، وتحول التعذيب وسلب المعتقلين كافة حقوقهم القانونية والطبية لأوضاع طبيعية تمارسها الأجهزة الأمنية المصرية.
وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي إن من ينشط من أجل حقوق الإنسان في مصر يخاطر بحياته وأمنه، وأشار إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان فيها وصلت مستوى غير مسبوق منذ وصول السيسي للسلطة.