تقرير: الحشد نكّل بأهل الفلوجة

استعراض لمليشيات الحشد الشعبي في بغداد العراق أغسطس آب
مليشيا الحشد الشعبي متهمة بارتكاب عشرات الفظائع في الفلوجة (الجزيرة)

سلط تقرير مطول لوكالة رويترز للأنباء الضوء على التنكيل الذي حل بأهل الفلوجة العراقية على يد عناصر الحشد الشعبي بعد سيطرة الحكومة عليها في يونيو/حزيران الماضي.

ولا يزال -وفق الوكالة- أكثر من سبعمئة سني من البالغين والقصر مفقودين بعد ما يزيد على شهرين من سقوط المدينة التي كانت معقل تنظيم الدولة الإسلامية.

وهزأ التقرير بالجهود الأميركية لوقف تلك الفظاعات، قائلا إنه رغم تلك "الجهود" والتهديد بسحب الدعم الجوي فإن عناصر الحشد الشعبي لم تنسحب من الفلوجة وشارك بعضها في جرائم سلب ونهب هناك، وهي الآن تتهيأ للمشاركة بمعركة الموصل.

ونقلت الوكالة عن مصادر متعددة أن المليشيات قتلت 66 سنيا على الأقل وانتهكت حقوق ما لا يقل عن 1500 آخرين أثناء فرارهم من منطقة الفلوجة، وفق ما ورد في لقاءات مع أكثر من عشرين شخصا ما بين ناجين وشيوخ عشائر وساسة عراقيين ودبلوماسيين غربيين.

وقال هؤلاء إن مقاتلين من الحشد أطلقوا النار على رجال وصبية وضربوا آخرين بل وذبحوا البعض. واتفقت هذه الروايات مع نتائج تحقيق أجرته السلطات العراقية المحلية وشهادات مسجلة بالفيديو وصور فوتوغرافية التقطت لناجين فور خلاصهم.

تبرير القتل
وينفي زعماء الحشد الشعبي أن مليشياتهم أساءت معاملة المدنيين، ويزعمون أن المفقودين مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا أثناء المعركة.

وروى دبلوماسي غربي أنه يوم الـ29 من مايو/أيار غرب منطقة سجار الزراعية فصل عناصر الحشد الشعبي عشرين من ذكور مجموعة من السنة أثناء فرارهم و"بدؤوا يقتلونهم".

وأبلغ ناجون مصادر عراقية بأنهم كانوا ضمن حوالي خمسين شخصا مختبئين داخل أحد المنازل حين رأوا الشرطة العراقية ترفع علم العراق على مدرسة قريبة. ولوحت المجموعة بقطع من القماش الأبيض وطلبت منهم الشرطة ترك المنزل.

وقال الناجون (ثلاثة رجال) إنه حين خرجت المجموعة فصلت الشرطة الذكور عن بقية أفراد أسرهم، وإن ضابطا أطلق النار وقتل 17 من الذكور، وإن الثلاثة نجوا حين تدخل ضابط آخر.

ووفق شهود التقت بهم رويترز وعاملين بـالأمم المتحدة ومسؤولين عراقيين ومنظمة هيومن رايتس ووتش، تعرض أكثر من خمسة آلاف سني فروا من منطقة الصقلاوية شمال غرب الفلوجة لكمين حين توجهوا صوب ما ظنوه خطوطا حكومية يمكنهم أن يجدوا عندها الأمن والأمان.

وذكرت الروايات أن عناصر الحشد الشعبي فصلوا ما يقدر بنحو 1500 من الذكور الذين يبلغون من العمر 15 عاما فأكثر، ونقلوهم في مجموعات إلى مواقع مختلفة منها مخازن ومنها قاعدة عراقية يطلق عليها معسكر طارق.

شرب البول
ووصف الناجون كيف تكدسوا في غرف صغيرة وقاعات ضيقة وحرموا من الطعام والشراب وكيف كابدوا لالتقاط الأنفاس في أجواء خانقة. وانهال عناصر الحشد بالضرب على المحتجزين بالعصي والقضبان والخراطيم وأعلنوا أنهم يثأرون لمن قتلوا في مذبحة سبايكر التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو/حزيران 2014 حين قتل 1566 من طلاب القوة الجوية من الشيعة ومن غيرهم من طوائف غير سنية.

وقال رجل عمره 32 عاما -وهو واحد من ستة ناجين التقت بهم رويترز- إنه حشر في غرفة داخلها عشرات الأسرى الآخرين وقد قيدت يداه وراء ظهره.

وأضاف الشاهد "بدؤوا يضربوننا بالأيدي والسكاكين والكابلات.. وحين فقد أناس الوعي صرخنا فيهم: سيموتون. فقالوا: هذا ما نريده".

وفي تسجيل فيديو صوره مسؤولون محليون، قصّ ناج آخر كيف أعطت العناصر المسلحة الأسرى العطشى -الذين كانوا يتوقون لقطرة مياه- زجاجات كي يتبولوا فيها ثم أمروهم أن يشربوا منها.

ووفق التقرير فإن مصير 643 من أسرى الصقلاوية لا يزال مجهولا. وسجلت أسماؤهم على قائمة قدمها المسؤولون المحليون إلى الأمم المتحدة وهيومن رايتس ومحققي الحكومة.

المصدر : رويترز