الضغوط السياسية بالصومال تقوض عمل الصحفيين

خطورة الضغوط المسلطة على الصحفيين في الصومال

ينبّه كثير من المراقبين إلى خطورة الضغوط التي تمارس على الصحفيين في الصومال. ويقول هؤلاء إن ذلك قد يقوض أداءهم الإعلامي ويؤثر في نقل الصحفيين لوقائع الأحداث، ليس في الجانب السياسي فحسب، وإنما حتى في الجوانب الإنسانية.

ويقول الصحفي محمد عبد الوهاب، الذي لم تمنعه المضايقات وما تعرض له من اعتقال وتهديدات من مزاولة مهنته الصحفية، إنهم كصحفيين يعيشون بين مطرقة تضارب مصالح الأطراف المتصارعة وسندان جهل كثيرين معنى حرية الصحافة.

ويضيف عبد الوهاب مدير إذاعة الرسالة في مقديشو أن هذا الصراع ينتهي دوما إما باغتيال الصحفي أو اعتقاله.

وقال عبد الوهاب إنه بقي خمسة أيام قيد الاعتقال وبقي بعض زملائه عدة أيام في الحبس دون محاكمة. ولا يوجد قانون يحمي الصحفي.

ثمن فادح
يُذكر أن إحدى أشهر الإذاعات في مقديشو وهي "إذاعة شبيلي" قُتل ثمانية من صحفييها وأوقف بثها أكثر من مرة كان آخرها قبل أيام، عندما أذاعت بيانا بصوت المتحدث باسم حركة الشباب المجاهدين الصومالية، أعلن فيه مسؤولية الحركة عن الهجوم على جامعة غارسيا الكينية.

ويقول مالك هذه الإذاعة عبد المالك إن إذاعته لها مستمعون كثيرون وتأثير كبير، وإن أكثر من جهة طلبت منه أن تعمل الإذاعة لصالحها، لكنهم رفضوا، قائلا إنهم ينقلون الحقيقة إلى الجمهور.

ولا ينفي عبد المالك أنه تحدث أخطاء ويؤكد أنهم مستعدون لتصحيحها والاعتذار عنها كلما وجدت، ويتابع "لكن المشكلة هي أن الحكومة لا تعرف طريقا سوى الاعتقال والإغلاق. الصحافة الصومالية تمر بأسوأ مراحلها".

وتقول لجنة الصحفيين إنه قتل في الصومال 56 صحفيا منذ 1992. وفي  العام الماضي وحده جرح سبعة صحفيين وألقي القبض على 47 واعتُدي على خمسة مكاتب لوسائل إعلام، وحُجبت خمسة مواقع إخبارية.

ويقر وزير الإعلام والثقافة والسياحة الصومالي محمد عبدي مارييه بخطورة وضع الصحفيين ويعد بفتح صفحة جديدة من العلاقة مع سلطات الأمن في البلاد.

المصدر : الجزيرة