نداء لتفادي أزمة إنسانية في الساحل

تداعيات الحرب شمال مالي على الأوضاع الإنسانية
undefined
أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداءً  للحصول على 12.3 مليون فرنك سويسري (ما يناهز 10 ملايين يورو) لمساعدة ما يقارب سبعمائة ألف شخص في مالي والنيجر، والمساهمة في تفادي أزمة إنسانية كبرى في هذين البلدين.

وقال مدير عمليات اللجنة في شمال أفريقيا وغربها، بوريس ميشال في بيان -وصلت الجزيرة نت نسخة منه- إن منطقة الساحل تواجه أزمة مزدوجة، تتمثل في انعدام الأمن الغذائي بالمنطقة برمتها والمعارك التي يشهدها شمال مالي والتي تتسبب في نزوح كثيف للسكان.

ويؤكد الصليب الأحمر في بيانه أن المواجهات المسلحة التي شهدها شمال مالي في الأسابيع الأخيرة دفعت عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار من منازلهم في حالة من العوز الشديد، والبحث عن ملاذ لهم، إما في داخل مالي (ستون ألف شخص على الأقل) أو في بلدان مجاورة.

ويتركّز النازحون الذين فروا إلى النيجر في شمال منطقة "تيلابيري"، وهي من المناطق الأكثر تأثراً بأزمة الغذاء، حيث وقعت مؤخراً -وفق الصليب الأحمر- أعمال عنف بين الجماعات المحلية.

وأضاف بوريس ميشال أن المعارك في شمال مالي أدت كذلك إلى سقوط عدد من الجرحى وإلى خطف عدد من الأشخاص وتشتيت بعض العائلات، مشيرا إلى أن أولوية اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ظل هذا الوضع هي زيارة الأشخاص المحتجزين على خلفية المعارك وتوفير العلاج للجرحى بشكل مباشر، إما عبر الصليب الأحمر المالي أو من خلال دعم مرافق الرعاية الصحية الموجودة.

كما تعتزم اللجنة الدولية -وفق بوريس ميشال- مواصلة تقديم المساعدات للنازحين، حيث تستعد لتوزيع مواد غذائية على 84 ألف شخص، ومواد أساسية على ما يناهز ستين ألف نازح، إضافة إلى توفير المأوى ومياه الشرب ومستلزمات النظافة وخدمات الرعاية الصحية وفقاً للاحتياجات.

وتزيد المعارك الدائرة في شمال مالي من ضعف مناطق الساحل المنهكة أصلاً من جراء شح الأمطار وأزمات الغذاء المتكررة، ويشير مسؤول الصليب الأحمر إلى أن عدداً لا يحصى من العائلات العاملة في الزراعة وتربية الماشية في مالي والنيجر تعاني من العجز في الإنتاج الزراعي ونقص علف الحيوانات.

مساعدات
وتشمل المساعدة -التي تنوي اللجنة الدولية تقديمها- سكان مناطق كيدال وغاو وتومبوكتو في شمال مالي، ومنطقتي تيلابيري وأغاديز في النيجر.

ومن المقرر بحسب البيان، توزيع مواد غذائية على أكثر من 240 ألف شخص وشراء رؤوس ماشية بأسعار معقولة للحفاظ على سبل كسب عيش 120 ألف شخص من البدو، وزيادة قدرات تسعين ألف مزارع على الإنتاج من خلال تزويدهم بالبذور.

وستضاف الأموال التي تلتمسها اللجنة الدولية إلى المبلغ المرصود أساساً للعام 2012 والبالغ 22.3 مليون فرنك سويسري (ما يناهز 18.3 مليون يورو).

وتنفذ اللجنة الدولية في النيجر ومالي، بالإضافة إلى برامج الطوارئ، أنشطة طويلة الأمد يستفيد منها على وجه الخصوص المحتجزون، كما هو الشأن في مجالات الأمن الاقتصادي والحصول على المياه والرعاية الصحية.

وتعمل اللجنة الدولية في هذه المنطقة منذ عام 2009 بتعاون وثيق مع الصليب الأحمر المالي والصليب الأحمر النيجيري.

المصدر : الجزيرة