"الفلاتر" و"السيلفي" هوس وسبب لاضطرابات نفسية خطيرة

سيلفي (بيكسابي)
هل تعتقد أن ظاهرة السيلفي جاوزت المعقول؟ (بيكسابي)

خلق انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام خواص تصفية الصور "الفلاتر" وصور "السيلفي" هوسا في المجتمع وخاصة لدى فئة المراهقين والشباب، قد تؤدي بهم إلى الإصابة باضطراب "ديسمورفوبيا" (dysmorphobia)، وهو عدم رضا الشخص عن نفسه ومظهره.

وفي حديث للأناضول، أوضح الدكتور يعقوب آلبيرق رئيس قسم الصحة والأمراض النفسية بمستشفى البحوث في جامعة نامق كمال التركية، أن هوس عدم الرضا عن النفس زاد مع التقنيات المتطورة، وأن 70% من الشكاوى التي يتلقونها كانت في هذا الاتجاه.

وذكر آلبيرق أنه على الرغم من أن الشباب لا يحتاجون إلى جراحة تجميلية، فإنهم يعربون عن رغبتهم في إجرائها.

وقال إن "الفلاتر" الموجودة في بعض تطبيقات الهواتف الذكية تتسبب في اضطراب نفسية الأولاد، إذ إن الأشخاص يحاولون تغيير وجههم رغم عدم وجود وضع يتطلب إجراء عملية تجميلية.

وأضاف أنه مثلا يتم تغيير لون العيون عبر تلك الفلاتر، ورغم عدم معاناة عيونهم من أي عيب فإنهم يبدؤون بطلب عدسات لاصقة، وهذا يدل أن الشخص غير متصالح مع ذاته.

وأكد الطبيب التركي أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت سلبا على الشباب، وأن مكافحة ذلك باتت شبه مستحيلة حاليا.

ولفت إلى أن حصول الشباب على عدد قليل من الإعجابات لمنشوراتهم في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يتسبب بانعكاسات سلبية عليهم، ويتحول ذلك إلى هوس لديهم مع مرور الزمن.

وشدد على وجود مسائل يجب الانتباه لها أثناء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا أنه مهما حصل فذلك عالم افتراضي وليس حقيقيا، لذلك فالبعض ينشر بعض مشاعره وآرائه بشكل مبالغ فيه وينتظرون الحصول على إعجابات كثيرة، وعندما لا يحصل ذلك فإنه يصبح هوسا لديهم.

وأشار إلى أن البعض تشكل لديه هوس متابعة ما ينشره يوميا والإعجابات التي سيحصل عليها، مؤكدا أن أشخاص يشعرون بالكأبة والحزن وعدم القيمة عندما يتلقون إعجابات ضئيلة.

‪صور السيلفي تعكر الحال النفسية للمراهقين خصوصا‬ (بيكسابي)
‪صور السيلفي تعكر الحال النفسية للمراهقين خصوصا‬ (بيكسابي)

صورة "السيلفي" تتسبب باضطراب المزاج لدى الشباب
وذكر آلبيرق أن صور السيلفي تعكر الحالة النفسية للمراهقين خصوصا، مبينا أنهم يتلقون شكاوى عديدة من الأسر متعلقة بالسيلفي.

وأردف أن السيلفي تعكر تماما الحالة النفسية للناس ومزاج الشباب وخاصة من هم في سن 17 و18 عاما، فقد زادت طلبات إجراء عمليات تجميل من قبل المراهقين خصوصا، ومثال ذلك أن يأتي أب ويشتكي أن أحد أبنائه يطلب إجراء عملية للأنف أو عضو آخر لأنه لا يظهر جميلا في صور السيلفي.

وبيّن أن ذلك الوضع يؤدي إلى الإصابة بما يعرف في الطب النفسي بـ"اضطراب التشوه الجسمي".

وشدد آلبيرق على أهمية مراقبة الأبوين لأبنائهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مع مراعاة مشاعرهم.

وأوضح أن وظيفة مهمة تقع على عاتق الأسر في مواجهة احتمالات ظهور منشورات بمحتوى جنائي لأولادهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال إنه مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، اختفت الخصوصية، حيث بات الناس ينشرون جميع خصوصياتهم في العالم الافتراضي، كما أن بعض الشباب بات يستخدم تلك المواقع لجني أموال بمجهود أقل.

ولفت إلى وجود مشكلة أخرى تواجه الأولاد جراء مواقع التواصل تتمثل في عدم القيام بواجباتهم، وأضاف أنهم يهتمون بمواقع التواصل بدل دروسهم، ويقضون أوقاتهم أمام شاشات الهواتف المحمولة بدل القيام بواجباتهم المدرسية.

ونبّه إلى أن الأولاد باتوا يفضلون العالم الافتراضي بدل الحقيقي.

وأوصى آلبيرق الآباء بشرح ما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي للأطفال بطريقة لطيفة دون أن يضيّقوا عليهم.

المصدر : وكالة الأناضول