حاسة اللمس تخزن ذكريات مفصلة وطويلة الأمد

حاسة اللمس (بيكسابي)

توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن حاسة اللمس تلعب دورا مهما في حفظ وتخزين الذكريات لدينا، وأن التعرف على الأجسام من خلال اللمس يمكن أن يولد لدينا ذكريات مفصلة ودائمة حتى إن كنا لا ننوي حفظها.

وأجرى الدراسة الباحث في جامعة ريغنسبورغ بألمانيا فابيان هتماشر، إضافة إلى الباحث كريستوفر كاهبندر، ونشرت في مجلة "سايكولوجيكال ساينس".

وقال هتماشر "إن النتيجة المثيرة للاهتمام التي تم التوصل إليها تتمثل في أن المشاركين في هذه الدراسة كانوا قادرين على التعرف على جسم لم يروه أبدا، علما أنهم قاموا بلمسه لمدة أسبوع واحد فقط دون نية حفظه في الذاكرة".

وأضاف هتماشر أن هذا الأمر يعد جديرا بالملاحظة، حيث إن الأجسام المتنافسة في اختبار التعرف هذا تنتمي إلى الفئة ذاتها، وبالتالي لا يمكن التعرف على الجسم الذي تم عرضه على المشاركين في وقت سابق إلا بالاستناد إلى تفاصيل دقيقة تعتمد على اللمس وليس على التفاصيل البصرية البارزة، وفقا لما نقله موقع "ميديكال إكسبراس".

وذكر الموقع أنه خلال إحدى التجارب وضع المشاركون غطاء العينين أثناء استكشافهم 168 جسما على غرار القلم بصفة يومية لمدة عشر ثوان لكل جسم، وأخبر الباحثون المشاركين أنهم سيخضعون لاختبار بشأن هذه الأجسام في وقت لاحق، لذلك يجب عليهم إيلاء اهتمام كبير لتركيبة وشكل ووزن كل جسم.

وقد أجرى المشاركون اختبار ذاكرة اللمس وعيونهم مغطاة على نصف الأجسام بعد أن تعرفوا عليها وفحصوها مباشرة.

وأمسك المشاركون بكل جسم فحصوه من قبل، وكان هناك جسم جديد مشابه لهذه الأجسام لا يمكن تمييزه إلا من خلال تفاصيل دقيقة، وكانت مهمتهم تتمثل في تمييز الجسم الأول الذي استكشفوه من قبل، وقد خضعوا للاختبار نفسه مع النصف المتبقي من الأجسام بعد أسبوع واحد.

وأكد الموقع أن المشاركين أظهروا مهارة استرجاع ذاكرة مثالية خلال الاختبار الذي تم عقب فترة الاستكشاف، وقد حددوا الجسم الذي تعرفوا عليه بطريقة صحيحة بنسبة 94%.

وواصل المشاركون إظهار ذاكرة قوية بشكل ملحوظ فيما يتعلق بالأجسام التي فحصوها بعد أسبوع مع دقة تقدر بنحو 84%.

وخلص هتماشر إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن العقل البشري يخزن تلقائيا ودون بذل جهد تمثيلات مفصلة ودائمة لكمية هائلة من التجارب الإدراكية، بما في ذلك التجارب القائمة على اللمس.

وأضاف "نحن نريد أن نستكشف فكرة أن تخزين مثل هذا الكم الهائل من المعلومات قد يكون عمليا في الواقع لأنه قد يرشد سلوكنا ويساهم في ضبطه دون أن يكون مصحوبا بتجربة الوعي".

المصدر : مواقع إلكترونية