الأكسجة الغشائية.. رئة وقلب صناعيان ينقذان الحياة

ما هي تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم؟ وكيف تعمل؟ ومن الأشخاص الذين يستفيدون منها؟ هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها عيادة الجزيرة في حلقة وصلت لأكثر من 280 ألف مشاهد.

واستضافت حلقة الأربعاء 1 مارس/آذار 2017 من عيادة الجزيرة الدكتور إبراهيم فوزي، وهو مدير مركز العنايات المركزة بمستشفيات حمد التخصصية ومؤسس برنامج أكسجة الدم خارج الجسم في قطر.

وقال فوزي إن الأكسجة الغشائية خارج الجسم تقنية تسمح بتوفير رئة وقلب خارج الجسم. وأضاف أن هذه التقنية ليست جديدة، وبدأت مع عمليات القلب المفتوح، حيث كان يتم سحب الدم خارج الجسم أثناء عملية القلب، ثم تزويده بالأكسجين وإعادته للجسم.

واستطرد: أما التطور فكان مع التقنيات الحديثة، إذ أصبح يتم استخدام هذه التقنية مع المرضى في العناية المركزة، حيث يتم سحب الدم وتمريره على غشاء خاص في الجهاز يقوم بأكسجة الدم (تزويده بالأكسجين) ومن ثم يعاد إلى الجسم.

وشرح الضيف أن نسبة نجاح التقنية هي 75%، وقد أثبتت نجاحا في علاجا الإنفلونزا الحادة والالتهاب الرئوي الحاد، وذكر أنه عالميا يتم استخدام هذا التقنية لنصف مليون شخص سنويا. وأضاف أنهم في قطر بدؤوا باستخدام هذه التقنية عام 2014.

وحول الفئات التي تستفيد منها هذه التقنية، قال الطبيب إنها تشمل الأطفال حديثي الولادة، وهم أكثر فئة يستفيدون من هذه التقنية. كما يستفيد منها مرضى الفشل الرئوي الناجم عن الإنفلونزا الحادة مثلا، ومرضى الفشل القلبي.

وتحدث عن المؤتمر السنوي الرابع للأكسجة الغشائية خارج الجسم الذي استضافته الشهر الماضي مؤسسة حمد الطبية في قطر -وهي الشريك الإستراتيجي لفرع جنوب وغرب آسيا لمنظمة دعم الحياة خارج الجسم- وعقد تحت شعار "تعزيز التدريب بالمحاكاة على تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم".

وترأس الدكتور فوزي المؤتمر -وهو أيضا رئيس قطاع التعليم والتدريب بالمحاكاة بفرع جنوب وغرب آسيا لمنظمة دعم الحياة خارج الجسم- واستقطب المؤتمر أكثر من ستمئة مشارك من مختلف أنحاء العالم، واستضاف نخبة من أبرز المحاضرين الدوليين في هذا المجال.

وقالت مؤسسة حمد -في بيان وصل إلى الجزيرة نت– إن برنامج المؤتمر غطى العديد من المواضيع المتعلقة بالأكسجة الغشائية خارج الجسم مثل نقل تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم لمكان المريض ونقلها جوا، وإدارة حالات المرضى المعتمدين على تقنية دعم الحياة خارج الجسم والأكسجة الغشائية خارج الجسم، وسيناريوهات محاكاة حيّة لتقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم، بما في ذلك طريقة تركيب الأنابيب بالجسم لبدء عملية الأكسجة الغشائية خارج الجسم.

وصرح وقتها الدكتور فوزي بالقول "يواصل فرع جنوب وغرب آسيا لمنظمة دعم الحياة خارج الجسم تطوير طريقة عملنا بهذه التقنية لتحسين قدرتنا على التعامل مع التحديات والفرص المرتبطة بالنمو السكاني السريع وبالتزايد المستمر لتوقعات المرضى من قطاع الرعاية الصحية. ولذلك فقد واصلنا العمل على التغلب على هذه التحديات وتحقيق التفوق في هذا المجال".

وأضاف "يجدر بنا جميعاً أن نفخر بما وصلنا إليه اليوم، كما يجب أن نشعر بالحماس تجاه تطورنا المستمر. يسعدني كمدير لخدمات الرعاية الحرجة وبرنامج الأكسجة الغشائية خارج الجسم بمؤسسة حمد الطبية أن تكون المؤسسة هي الشريك الإستراتيجي لهذا المؤتمر، كما تسعدني استضافة هذا المؤتمر في قطر".

وختم بالقول إنهم يسعون لتطوير الجهاز في المستقبل للوصول إلى تطوير الجهاز بحيث يمكن استخدامه في المنزل، وكذلك تقليل الكلفة -التي تبلغ حاليا حوالي 150 ألف دولار للجهاز، و15 ألفا للغشاء الذي يستعمل لـ 28 يوما بالإضافة لكلفة الجهاز- مشددا على أهمية دعم الأبحاث العلمية في هذا المجال.

تجدر الإشارة إلى أن فوزي يحمل شهادة الاختصاص من جامعة وايل كورنيل في نيويورك، وحصل على شهادة ألفا أوميغا ألفا التقديرية كأفضل طبيب بمستشفى وايل كورنيل بنيويورك.

كما تلقى شهادات تكريمية عديدة في مسيرته الطبية، منها أفضل طبيب شاب بالشرق الأوسط من كليفلاند كلينيك ومجلس الصحة العربي. وعام ٢٠١٦ اختير ليقود المنهج التدريبي والتعليمي لبرامج أكسجة الدم خارج الجسم في غرب وشرق آسيا وأفريقيا.

المصدر : الجزيرة