دعوة إلى تقدير ما ينجزه المصابون بتقلب المزاج

Depressed man against white wall
مرحلة الاكتئاب يشوبها القلق والشعور بالذنب وأفكار انتحارية (غيتي)

دعا أساتذة أكاديميون ألمان إلى تقدير ما ينجزه المصابون بتقلب المزاج، وهو اضطراب يتسم بتقلبات تتراوح بين الشعور الفائق بالسعادة والنشوة والتي تسمى بمرحلة الهوس، والشعور بالذنب وأفكار انتحارية والتي تسمى مرحلة الاكتئاب.

ويقول الأساتذة إنه يجب تقدير الإنجازات الجيدة التي حققها الكثير من المصابين بالتقلب المزاجي رغم حالتهم.

ويوضح مارتن شيفر رئيس الجمعية الألمانية لمرضى التقلب المزاجي أن الموظفين المرضى في مرحلة الهوس يمكن أن يتسببوا في انهيار شركة بأكملها، مثل المصرفيين الذين يضاربون على أوراق مالية محفوفة بالمخاطر ويخسرون فيها مبالغ مالية كبيرة.

كما يوضح أن أجسامهم تطلق كميات مفرطة من الناقلات العصبية التي تعطي شعورا بالسعادة مثل الدوبامين.

ويقول شيفر -وهو أيضا مدير عيادة الطب النفسي والعلاج النفسي والأمراض العصبية وعلاج الإدمان في مدينة إيسن- "إنك تشعر وكأنك تعاطيت مخدرات، فينتابك شعور بالنشوة والتحرر من القيود والامتلاء بالطاقة، ويبدو لك أن النوم غير ضروري".

undefined

هوس
وفي مرحلة الهوس يعتقد المصابون بالتقلب المزاجي أنهم قادرون على فعل أي شيء ويتجاهلون المخاطر ويتصرفون بطريقة منطلقة وبلا حدود، ويمكن أن تسفر الحالات الحادة عن انفصال عن الواقع بما في ذلك الأوهام والهلاوس.

والنقيض الآخر هو المراحل التي غالبا ما تكون ممتدة من الاكتئاب، ويشوبها القلق والشعور بالذنب وأفكار انتحارية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وفقدان تام للطاقة وعدم الاهتمام بالأنشطة.

ولكن هذا الاضطراب له جوانب إيجابية أيضا، إذ قال توماس بوك -مدير العيادات الخارجية للاختلالات العقلية واضطرابات التقلب المزاجي في مركز جامعة هامبورغ الطبي- إنه في بداية مرحلة الهوس فإن الهوس الخفيف يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالسعادة وينتج بشكل كبير، ويجعله قادرا على تحفيز الآخرين.

وعلى سبيل المثال أبدع بعض الفنانين أعظم أعمالهم وهم في هذه المرحلة، مثل الرسام الهولندي فينسنت فان غوخ والموسيقار الألماني روبرت شومان.

undefined

تكرار
وتختلف معدلات تكرار وشدة مراحل الاضطراب من شخص لآخر، ويصبح تشخيصه صعبا بسبب تعقيده، خاصة أنه عادة ما يبدأ بنوع من الاكتئاب.

وقال شيفر إن معدل انتحار الأشخاص الذين يعانون من التقلب المزاجي أعلى من عشرة إلى 15 مرة من معدله بين السكان العاديين.

وفي حين أن أسباب التقلب المزاجي لا زالت غير واضحة، فإنه أكثر شيوعا بين الأفراد الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعانون من الحالة نفسها أو من تاريخ من الاكتئاب.

ودون الحصول على علاج للمساعدة في موازنة المزاج، يصبح مسار الحالة شديد التحدر ويمثل التوتر المتعلق بعدم الحصول على فترات كافية من النوم خطرا خاصا، ومن المهم للغاية مراقبة الذات للحيلولة دون تطور المرض.

المصدر : الألمانية