نظام المناوبات يزيد مخاطر القلب والسكري

علماء الاحياء يكتشفون كيفية تحكم الساعة البيولوجية في النشاط العصبي نيويورك 26 أيلول /سبتمبر (د ب أ) - تمكن علماء الاحياء بجامعة نيويورك من معرفة كيفية تحكم الساعة البيولوجية في النشاط العصبي. وهذا الاكتشاف يساعد في فك طلاسم دورات النوم والاستيقاظ ويتيح توجيهات جديدة محتملة للبحث في مجال علاج إضطرابات النوم والمشاكل الصحية الناجمة عن إختلاف التوقيت. وأوضح جاستن بلو وهو أستاذ مساعد بقسم الاحياء في جامعة نيويورك وشارك في هذا البحث "هذه النتائج تجيب على سؤال مهم وهو كيفية تحكم الساعات البيولوجية في نشاط ساعات الاعصاب التي تنظم بدورها الايقاع السلوكي". وطبقا لموقع "ساينس ديلي " فإن العلماء كانوا على دراية بأن ساعاتنا البيولوجية تتحكم في النشاط العصبي . لكن لم يكن معروفا في السابق كيفية حدوث ذلك. أي كيف أن المعلومات الواردة من الساعات البيولوجية توجه إيقاع النشاط الكهربي للخلايا العصبية في منظم ضربات القلب الذي يتحكم بدوره في الإيقاع السلوكي اليومي؟. لفهم هذه الالية قام الباحثون بفحص الساعات البيولوجية لذباب الفاكهة الذي يشيع استخدامه في الابحاث بهذه المنطقة. وفي دراسات سابقة مكنت "الساعات البيولوجية" في ذباب الفاكهة من تحديد جينات ذات طبيعة عمل مماثلة في الانسان. وركز الباحثون في دراستهم على ثمانية أعصاب رئيسية في منظم ضربات القلب تقع في مركز المخ وهذه الاعصاب هي التي تحدد توقيت الانتقال اليومي بين النوم والاستيقاظ في الذبابة. وتحديدا استطاعوا عزل هذه الاعصاب من الحيوانات وتحديد مجموعة من الجينات التي تتفاوت تعبيراتها بين الفجر والغسق. (د ب أ)زم / ب ت 2012/9/26 تصميم فني

تغييرات النوم الروتينية، مثل الاستيقاظ مبكرا للعمل خلال الأسبوع، يمكن أن تزيد خطر الإصابة بمشاكل التمثيل الغذائي (الأيض)، بما في ذلك أمراض القلب والسكري.

وقد أظهر العديد من الدراسات أن الإخلال بتوازن الساعة البيولوجية في الجسم له تأثير خطير على الصحة، مما يزيد مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية بأكثر من 40%.

أما أحدث الدراسات الأميركية التي نشرت في مجلة علم الغدد الصماء والأيض، فهي الأولى التي تربط بين ما يسمى "الإرهاق الاجتماعي" للعاملين بنظام المناوبات، وبين أمراض الأيض.

وقد شملت الدراسة تحليلا مستفيضا لأفراد في منتصف العمر يستيقظون في أوقات غريبة، وقد وُجد أن الإرهاق المشار إليه يرفع مستويات الدهون في الدم ويقلل المركب الذي يخفض مستويات السكر في الدم.

وقال العلماء إن العاملين بنظام المناوبة الليلية أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الأيض (أبرز علاماتها المرضية داء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر والكولسترول والدهون في منطقة البطن)، وبأمراض الشريان التاجي والسكتة الدماغية؛ من العاملين بنظام المناوبات النهارية العادية.

وخلص العلماء إلى أنه إذا كررت الدراسات المستقبلية ما توصلوا إليه من نتائج فقد يحتاج الأمر إلى النظر في مدى تأثير بيئة العمل الحديثة والالتزامات الاجتماعية على النوم والصحة.

وأضافوا أنه يمكن أن يكون هناك فوائد من التدخلات التحليلية التي تركز على اضطرابات الساعة البيولوجية والتثقيف في مكان العمل، لمساعدة الموظفين وأسرهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تنظيم جداولهم، ووضع سياسات لتشجيع أرباب العمل على النظر في هذه القضايا.

المصدر : تلغراف