تقرير اللحوم المصنعة والسرطان يزعج الدول المتضررة

FILE - In this July 18, 2007 file photo, hogs are shown in a pen at a Central Ohio farm. A virus that killed millions of baby pigs in the last year and led to higher pork prices has waned thanks to warmer weather and farmers’ efforts to sterilize their operations. And as pigs’ numbers increase, sticker shock on things like bacon should ease. (AP Photo/Kiichiro Sato)
لحوم الخنزير لها شعبية في المجتمعات الغربية (رويترز)
حثت إيطاليا المستهلكين على ألا يصيبهم الهلع ويحجموا عن تناول لحوم الخنزير المقددة والمملحة بعد تقرير من قبل منظمة الصحة العالمية يحذر من أنها تسبب السرطان، فيما يعارض هذا التقرير التقاليد المرعية في جنوب أفريقيا التي تشتهر بحفلات الشواء في الهواء الطلق.

وردت هيئات في إيطاليا -وهي مهد شرائح لحوم الخنزير المقددة والمملحة المصنعة في مدينة بارما- بسخط على تقرير لمنظمة الصحة العالمية قال إن تناول اللحوم المصنعة والمحفوظة مثل النقانق واللحوم المقددة ولحوم الخنزير، علاوة على التعرض للتبغ والصوف الصخري "الأسبستوس" يعتبران أسبابا مرجحا للإصابة بالسرطان.

وقالت الرابطة الزراعية الإيطالية "كولديريتي" في بيان "لا ترهيب بشأن اللحوم، إذ إن اللحوم الإيطالية هي الوجبات الصحية بدرجة أكبر"، مشيرة إلى أن الأغذية الإيطالية تقف وراء أعلى توقعات بشأن طول العمر في العالم التي تصل إلى ثمانين عاما بالنسبة إلى الذكور و85 عاما للنساء.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إن تناول شريحة من اللحوم المصنعة تزن خمسين غراما -سواء من لحوم الأبقار أو الخنازير التي يجري حفظها عادة بطريقة التمليح أو التدخين– تزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%.

وتقول الجمعية الوطنية الإيطالية للحوم إن الإيطاليين عادة ما يتناولون في المتوسط دون هذه الكميات، وتشير تقديراتها إلى أنهم يستهلكون 25 غراما من هذه اللحوم يوميا.

وقالت بياتريتشي لورنتسين -من وزارة الزراعة الإيطالية- إن الحكومة تعكف على دراسة تقرير منظمة الصحة العالمية، لكنها قالت إنه يتعين ألا يخشى الناس من هذه النتائج التي أشارت أيضا إلى وجود "أدلة محدودة" على أن لحوم الأبقار والضأن والخنزير غير المصنعة قد تسبب السرطان.

أما بالنسبة إلى الكثيرين في جنوب أفريقيا فإن مجرد الإشارة إلى أن اللحوم قد تسبب السرطان قد يكون مدعاة للسخرية والمساس بالتقاليد المرعية في بلد يشتهر بحفلات الشواء في الهواء الطلق التي يشارك فيها البيض والسود على حد سواء كأحد أنماط الحياة.

يرجع عهد حفلات الشواء في الهواء الطلق التي تسمى "براي" إلى المستوطنين الهولنديين في القرن الـ17، لكن هذه العادة شاعت عبر القرون الثلاثة التالية بين مختلف أعراق البلاد كعادة غذائية ترفيهية مع الأصدقاء وأفراد الأسرة.

وقال جان سكالينز -مؤسس حملة لتحويل عطلة يوم التراث التي توافق 24 سبتمبر/أيلول من كل عام إلى العيد الوطني "للبراي"- إنها "عادة يعشقها سكان جنوب أفريقيا، إذ ترسخ أواصر المودة بينهم أثناء التحلق حول النيران ولحوم البراي، يخالجني قدر كبير من الشك في أن مثل هذا البحث سيكون له أي تأثير على ذلك".

ويؤيد مبادرة عيد البراي القس الجنوب أفريقي ديزموند توتو أحد أبرز المناهضين لنظام الفصل العنصري والحائز على جائزة نوبل للسلام الذي رسخ هذه العادة بوصفها قوة من أجل التوحد في جنوب أفريقيا متعددة الأعراق.

وإجمالا يستهلك المواطن الجنوب أفريقي ستين كيلوغراما من اللحوم سنويا بارتفاع عن المتوسط العالمي البالغ 42 كيلوغراما.

وبالنسبة إلى القادرين على شراء اللحوم في جنوب أفريقيا -ولا سيما الحمراء منها- فإنها تعتبر سيد المائدة، فيما يطلق أهالي جنوب أفريقيا على من يقتصر طعامهم على لحوم الدجاج بأنهم نباتيون. 

المصدر : وكالات