جدل بشأن تشخيص الأمراض الوراثية للأجنة في ألمانيا

ألمانيا: جدل حول تشخيص الأمراض الوراثية للأجنة
undefined
ظلت بحوث الخلايا الجذعية عموما مثار جدل في ألمانيا على مدى سنوات، ومؤخرا أصدر البرلمان الألماني قانونا يسمح بفحص الأمراض الوراثية المحتملة للأجنة التي تزرع في رحم الأم، الأمر الذي أثار كثيرا من الجدل بين مؤيد ومعارض.
 
ودخل القانون حيز التنفيذ اعتبارا من الأول من الشهر الجاري، ووفقا لهذا القانون يستطيع الآباء أن يُخضعوا الجنين قبل زرعه في رحم الأم بطريقة التلقيح الاصطناعي إلى الفحص، لتحديد ما إذا كان سيعاني مرضا وراثيا أو تشوها خلقيا أو غير ذلك من الأمراض المحتملة، والتي مثلا قد تسبب للطفل إعاقة بعد ولادته، ولهذا يتم التخلص من الخلايا قبل زرعها في رحم الأم.
 
وأعاد هذا القانون الجدل بين مؤيد لفكرة الفحص المسبق ومعارض لها، المعارضون يعتبرون هذا الأمر غير أخلاقي لأنه يسمح بالتخلص الانتقائي من الأجنة البشرية، كما أنه في رأيهم لا يمكن عمل قائمة بالأمراض الوراثية، فبعض هذه الأمراض لا يظهر في مرحلة مبكرة من العمر، فيما بعضها الآخر لا يظهر أبدا.

علاوة على ذلك، يتخوف المعارضون من أن التقنيات الحديثة -في هذا المجال- لا يقتصر دورها على الاكتشاف المبكر للأمراض، بل قد تساعد على التلاعب المقصود بالأجنة في المستقبل.

في المقابل، يستند المؤيدون لفكرة الفحص المسبق للأمراض الوراثية إلى عدة حجج، منها: أنه يحول دون اللجوء إلى الإجهاض -المسموح به وفق القانون في ألمانيا ضمن شروط- في حالة اتضح أن الطفل سيعاني إعاقة شديدة، كما أن هذا الفحص يعطي الآباء الذين يعانون أمراضا وراثية الفرصة في وقت مبكر لاتخاذ القرار فيما إذا كانوا يحبذون أن ينجبوا أطفالا معاقين أم لا.
 
وبطبيعة الحال، هناك كثير من القيود على هذه العملية، منها مثلا موافقة لجنة الأخلاقيات على التخلص من الخلايا "المريضة"، وأن يتم الفحص في مراكز متخصصة تستوفي الشروط المطلوبة.

المصدر : دويتشه فيله