يا آكل الخبز هل أنت حارقه؟

يعتبر الخبز أحد أشهر مصادر الكربوهيدرات، وهو يصنع من القمح في مجتمعاتنا العربية، كما قد يصنع أيضا من أنواع أخرى من الحبوب كالشعير. ويعتقد البعض أن تحميص الخبز والمبالغة في ذلك يجعله مفيدا أكثر للصحة، ولكنهم بحرقه قبل أكله إنما يحرقون صحتهم.

ومرد هذا الاعتقاد هو أن تحميص الخبز يجعله ملائما أكثر لحميات تخفيض الوزن، ولذلك فإن بعض الساعين للرشاقة يقومون بالمبالغة في تسخينه على النار أو في المحمصة، وتكون النتيجة خبزا تعلوه طبقة محترقة سوداء تغيظ الناظرين.

وتشكل هذه القناعة الخاطئة جزءا من المفاهيم المغلوطة لدى متبعي الحميات الرائجة، والحقيقة هنا أن تسخين الخبز يقلل محتواه من الماء فقط، ولذلك فإنه لا يؤثر على محتواه من السعرات الحرارية، وبالتالي فإنه لا يتحول إلى خبز "دايت".

المكونات الغذائية التي يقدمها 100 غرام من الخبز

تأكسد وحرق

أما الأمر الثاني الذي تقود إليه المبالغة في تسخين الخبز فهو تأكسد وحرق الطبقة الخارجية منه، وخلال السنوات الماضية برزت عدة معطيات تحذر من مخاطر تحميص الأغذية وشويها على الصحة، والتي يرى البعض أنها قد ترتبط بالإصابة بالسرطان.

ولكنك لست بحاجة لدراسات حتى تعلم أن الخبز المحروق سيئ لصحتك، ونحن لا نريد لك أن تكون كالرجل الممعود الذي قصد الطبيب، فلما سأله الأخير عن شكواه أجابه بأنه التهم خبزا محروقا، فأعطاه الطبيب قطرة لعينه حتى يبصر في المرة القادمة جيدا ولا يأكل من الخبز ما احترق وتفحم.

ولكن بالمقابل هنالك طرق أخرى حتى تحول الخبز من مجرد غذاء عادي إلى طعام صحي، فأولا ننصحك باختيار الخبز الكامل "الأسمر" الذي يحتوي على مقدار أكبر من الألياف الغذائية، ومع أنه يحتوي على نفس مقدار السعرات الحرارية الموجودة في الخبز الأبيض، إلا أن الألياف التي فيه تساعد على شعورك بالشبع وتحفز حركة جهازك الهضمي وتقيك من الإكتام "الإمساك".

وتحتوي شريحة الخبز المتوسطة (التي وزنها 28 غراما) قرابة سبعين سعرا حراريا، وهذا ينطبق على الخبز الأسمر والأبيض. ولذلك عندما تتناول الخبز الأسمر إياك أن تظن أنه قليل السعرات فتسرف في أكله، فلا يوجد شيء اسمه خبز "دايت".

الغموس

ثانيا عليك أن تنتبه إلى "الغموس" الذي تأكل الخبز به، فالخبز الأسمر لن يبقى خيارا صحيا إذا ما أكلته مع الزبد والسمن والمربى والقشطة خاصة إذا كنت تحاول ضبط وزنك. وعندما تحضر شطيرتك فما بين قطعتي الخبز "التوست مثلا" يحدد قيمة الشطيرة الصحية، فشتان بين قطعتين من الخبز تضمان شرائح اللحم المعالج والمايوينز، وأخريين فيهما طبقة من اللبنة والخيار والطماطم الشهية.

أما ثالثا فإذا كنت من عشاق زيت الزيتون فلا تبالغ في دهنه على الخبز، واستعمل فرشاة زيت صغيرة لوضع كمية قليلة منه، فهو وإن كان زيتا صحيا ويعتقد أنه يقلل مخاطر أمراض القلب، فإنه غني بالطاقة وقد يصعّب جهودك لفقدان الوزن. أما الزبد والسمن فأنت تعلم بالتأكيد احتواءهما على الدهون المشبعة وبالتالي فالأفضل أن تبعدهما عن قطعة خبزك الغالية.

وأخيرا عليك أن تحرق الخبز، ولكن ليس قبل أكله بل بعده، وذلك بأن تكون نشيطا وتمارس الرياضة وبالتالي تحرق السعرات الحرارية التي أعطتك إياها قطعة الخبز، وبهذه الطريقة أنت تقوي عضلاتك وعظامك وتعزز من نشاطك وحيويتك، وتحرق أيضا الخبز وغيره من الطعام حرقا صحيا يسر الناظرين.

المصدر : الجزيرة