ترك الإفطار يضر بالجسم

In this photograph taken on March 8, 2012, a Chinese worker arranges food at a supermarket before opening in Beijing. China's inflation rate slowed sharply in February from the previous month, official data showed, giving Beijing more room to loosen credit restrictions to boost flagging economic growth. CHINA OUT AFP PHOTO
undefinedكثيرا ما يُقال لنا إن وجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم، والآن بدأ علماء الأعصاب يفهمون السبب. فقد وجد الباحثون أن ترك وجبة اليوم الأولى لا تعني فقط الأكل كثيرا في الغداء بل تعني أيضا أن المخ يتبرمج لطلب الأطعمة الأضر بالجسم والأغنى بالسعرات الحرارية. فالأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية ويغفلون بعض الوجبات غالبا ما ينتهي بهم المطاف بوزن زائد على الأمد الطويل، لكن سبب هذا الأمر ليس مفهوما تماما. وهذا ما حدا بتوني غولدستون -من مركز العلوم السريرية التابع لمجلس الأبحاث الطبية في إمبريال كوليدج بلندن- إلى فحص أدمغة هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يتركون وجبات واكتشف آليات مؤثرة يمكن أن تساعد في تفسير هذا اللغز.

ووجد غولدستون أن الصيام الطويل من أي نوع يبدو أنه يستحث مناطق معينة في الدماغ للانجذاب نحو الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية عندما يجد الشخص وجبة في النهاية. وقال "هذا الأمر يولد إحساسا تطوريا إذا كنت في موقف توازن طاقة سلبي. وعندها لن تضيع الوقت في البحث عن الخس مثلا". ومن المتوقع أن يقدم غولدستون نتائج دراسته اليوم في المؤتمر السنوي لجمعية العلوم العصبية في نيو أورليانز الأميركية.

وفي التجربة التي أجراها قام غولدستون بفحص أدمغة 21 رجلا وامرأة، بين سن الـ25، على مدار يومين منفصلين بينما عرض عليهم صورا لطعام وطلب منهم تقييم مدى الانجذاب الذي وجدوه في كل شيء من الشيكولاتة والبيتزا إلى الخضراوات والسمك. وفي أحد اليومين تخطى المتطوعون وجبة الإفطار قبل فحصهم وفي اليوم الثاني أُعطوا فطورا من الحبوب والخبز والمربى مكون من 750 سعرة حرارية قبل ساعة من الفحص. وبعد الفحوصات في اليومين أُعطي المتطوعون غداء يأكلون منه أكبر كمية يشتهونها.

الأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية ويغفلون بعض الوجبات غالبا ما ينتهي بهم المطاف بوزن زائد على الأمد الطويل، لكن سبب هذا الأمر ليس مفهوما تماما

وقال غولدستون "ليس مفاجئا أنهم عندما يكونون صائمين يشعرون بالجوع ومن ثم يقيمون الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بأنها أكثر جاذبية من التي تناولوها. وبالنسبة للأطعمة المنخفضة السعرات الحرارية فإن التأثير لم يلاحظ. وعندما انتهوا من الفحص أُعطوا غداء وأكلوا أكثر عندما لم يكونوا قد تناولوا الفطور".

وعندما ترك المتطوعون الفطور أكلوا نحو 20% أكثر في وجبة الغداء، مقارنة بالأيام التي تناولوا فيها إفطارا عاديا. كذلك أظهرت فحوصات أدمغتهم أن النشاط في قشرة الدماغ الأمامية الحجاجية، التي فوق العينين مباشرة، كان حساسا بطريقة استثنائية للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية. وقال غولدستون "نعتقد أن هذا الجزء من الدماغ يشفر قيمة المكافآت -مدى مثوبة ومدى استساغة ومدى لذة مذاق شيء ما- ليس فقط الطعام، ولكن هناك مكافآت أخرى يبدو أنها تُثار في الدماغ".

وهذا معناه أنك كلما أحببت الطعام الذي تتناوله أكثر كلما أصبحت قشرة الدماغ الأمامية الحجاجية أكثر نشاطا وعندما يُطلب من الناس كبت رغبتهم في الأطعمة اللذيذة المذاق يتناقص نشاطها.

وهذا النشاط المتغير في هذه المنطقة من الدماغ يمكن أن يفسر أيضا سبب نجاح الوسائل المختلفة لجراحات ضبط الوزن بدرجات مختلفة.

فعملية تصغير حجم المعدة على سبيل المثال تتضمن سد أجزاء من معدة الشخص لتصبح أصغر حجما وهذا الأمر يسبب نقصا في الوزن بنحو 20% -25%. وفي جراحة ربط المعدة يقوم الأطباء بعقد شريط حول المعدة يتضخم تدريجيا في خلال أسابيع قليلة. وهذه الجراحة تسبب نقصا في الوزن بنحو 15% -20%. وقال غولدستون "الأشخاص الذين خضعوا لجراحة تصغير حجم المعدة يقولون إنهم لا يتوقون للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية على الإطلاق. أما الذين رُبطت معدتهم فيقولون إنهم لا يشعرون بالجوع لكنهم ما زالوا يحبون الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية".

وقد أجرى فريق بحثه دراسات فحص دماغية على الأشخاص الذين خضعوا لجراحات معدية ووجدوا أن نشاط قشرة الدماغ الأمامية الحجاجية كان أقل في الأشخاص الذين أجري لهم جراحة تصغير حجم المعدة، مقارنة بجراحة الربط. وقال غولدستون "أحد أسباب اعتقادنا بأن الناس يبلون فيها بلاء حسنا بعد جراحة التصغير هو أن الشخص يغير التوق الشديد للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، الذي تتدخل فيه قشرة الماغ الأمامية الحجاجية بالتعديل. ونعتقد أن هذا التدخل يتم بواسطة تغيرات هرمونية واحتمال شعورهم ببعض التوعك عندما يأكلون أطعمة غنية بالسعرات الحرارية ويتعلمون أنهم يشعرون بالمرض ومن ثم يتجنبون تلك الأطعمة".

المصدر : غارديان