مرض السرطان لم يعد قاتلا

ملصق المؤتمر العربي العاشر حول الأورام السرطانية بالجزائر

ملصق المؤتمر العربي العاشر حول الأورام السرطانية بالجزائر (الجزيرة نت)

أميمة أحمد-الجزائر

"لم يعد السرطان مرضا قاتلا ويمكن اعتباره مرضا مزمنا مثل السكر وضغط الدم" هذا ما قاله رئيس مركز مكافحة السرطان بالجزائر البرفيسور كمال بوزيد للجزيرة نت على هامش المؤتمر العاشر للأورام السرطانية الذي انعقد بالجزائر من 30 أبريل/نيسان إلى الثاني من مايو/أيار الجاري.

وأوضح بوزيد أنه "توجد أدوية حديثة تحوّل مرض السرطان إلى مرض مزمن، يعيش معه المريض حياة طبيعية كما يعيشها مريض السكري أو ضغط الدم بتناول الدواء".

ودعا بوزيد مرضى السرطان عبر الجزيرة نت إلى "تجنب الوصفات الشعبية في بعض الفضائيات باستغلال الدين للربح على حساب معاناة المرضى"، وشدد على أن "الكشف المبكر هو الطريق للشفاء".


وخص بوزيد النساء في حديثه قائلا "النساء يخفن من اكتشاف المرض واستئصال الثدي، وهذا غير صحيح لأن أورام الثدي أصبح شفاؤها ممكنا بنسبة 80%، بل إن الورم إذا كان أقل من سنتمترين يكون الشفاء تاما".

بشرى للنساء
وزف البروفيسور بشرى للنساء بأن اللقاح ضد سرطان عنق الرحم أصبح مستخدما في التدواي بعد أن أثبتته التجربة.

وشارك في المؤتمر أطباء وخبراء ومنتجو أدوية السرطان من دول عربية وغربية، وقد بلغ عدد المشاركين فيه 1250 شخصا بينهم 300 طبيب أجنبي حسب منظمي المؤتمر العربي الذي شاركت في 16 دولة.

وقد توزع المختصون بأمراض السرطان على خمس ورشات لسرطانات الجهاز الهضمي والثدي والرئة والرأس والعنق والجهاز البولي والتناسلي.

 بوزيد: السرطان لم يعد قاتلا بل مرضا مزمنا مثل السكري وضغط الدم (الجزيرة نت)
 بوزيد: السرطان لم يعد قاتلا بل مرضا مزمنا مثل السكري وضغط الدم (الجزيرة نت)

وتحدث الأمين العام لرابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان ورئيس المؤتمر البرفيسور سامي الخطيب للجزيرة نت عن أهداف المؤتمر.

وقال إن من بينها أبحاث مشتركة لدراسة طبيعة الجينات الإنسانية للمواطن العربي والبدء بتفعيل وتطبيق البروتوكولات العلاجية اللازمة له، والتعاون بين مراكز مكافحة السرطان بالوطن العربي لتدريب الأطباء في هذا المجال.

وشدد على وجوب أن تكون هناك سجلات وطنية للسرطان في كل دولة عربية وبأرقام صحيحة تقدم إلى وزراء الصحة العرب لوضع خطط إستراتيجية لمعالجة السرطان.

وأشار الخطيب إلى مبادرة عربية باسم "المبادرة لتحسين وضع السرطان في العالم العربي"، مكونة من 13 مجموعة أخذت جميع الجوانب المطلوبة في موضوع السرطان بالنسبة للعالم العربي، وسوف تُقدم المبادرة لوزراء الصحة العرب لبحثها والبدء في تطبيقها.


وقد أجمع المشاركون على أن معظم مرضى السرطان يذهبون للعلاج في مراحل متقدمة من المرض، سواء بسبب الخوف من اكتشاف المرض أو الجهل بثقافة المرض أو لوجودهم في مناطق نائية.

وقالت أخصائية علاج الأورام بمستشفى الخرطوم نهلة جعفر محمد سعيد للجزيرة نت إن سرطان الثدي بالسودان يشكل 35% من حالات السرطان، ويصيب النساء من فئات عمرية بين ثلاثين وأربعين عاما، وهي أقل من الأرقام العالمية التي هي فوق 50%.

تغيير النمط الغذائي
وأرجعت الدكتورة نهلة أسباب السرطان إلى تغيير النمط الغذائي الغني بالخضر والفواكه إلى نمط الغذاء الغربي الغني بالدسم وبروتين اللحوم الحمراء، وأسلوب الحياة العصري المتسم بالقلق وقلة النوم الصحي.

وأضاف بوزيد أسبابا أخرى كالإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية على المزروعات، ومخلفات التجارب النووية كما يحدث في صحراء الجزائر.

وتحدث سامي الخطيب عن مخلفات حرب الخليج التي تسببت بعد سنتين من وقوعها في مضاعة سرطان الدم أربع مرات في العراق.

وفي السياق نفسه تحدث رئيس قسم الأبحاث بمستشفى الملك فهد بالدمام محمد صقر، وهو كندي من أصل ليبي، للجزيرة نت عن ارتفاع حالات السرطان جراء التلوث بسبب الصناعات البترولية.

وقال صقر إنهم يقومون بدراسة على المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وهي قريبة من العراق، واكتشفوا حالات سرطان جديدة، ولكنه أوضح أنه من غير المعروف بعد ما إذا كانت من مخلفات الحرب أم لا.

وتبقى إشكالية التداوي في الوطن العربي قائمة بسبب عدم توفر العلاج المجاني في دوله الفقيرة، وفي هذا السياق دعا المجتمعون الحكومات إلى حماية صحية لغير القادرين على شراء دواء السرطان.

وقال المختص بالأورام السرطانية بمستشفى الملك فيصل البرفيسور محمد رحال إن "دولة كالمملكة العربية السعودية توفر العلاج مجانا بما فيه الأدوية الحديثة الباهظة الثمن، وهذا غير ممكن لدى الدول العربية الفقيرة".

المصدر : الجزيرة